قرّر أعضاء مجلس اللوردات عن «العمّال» التصويت على سحب الثقة من كوربن
في السياق نفسه، كشف وزير شؤون مجلس الوزراء في بريطانيا، ديفيد ليدينغتون، أن الاتحاد الأوروبي عرض سراً تعليق خروج بريطانيا من الاتحاد لمدة خمسة أعوام للتوصل إلى اتفاق جديد. ووفق صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية، قال الوزير إن «الأمين العام للمفوضية الأوروبية، مارتن سلماير، هو من قدم هذا المقترح خلال مأدبة غداء خاصة العام الماضي، موضحاً أن الأخير قال آنذاك إن «كل النواب في البرلمان البريطاني سيتقبلون نتيجة الاستفتاء، سواء أكانت مرضية بالنسبة إليهم أم لا، لأهمية هذا الأمر في السياسة الديموقراطية البريطانية».ولفتت الصحيفة إلى أن سلماير قال، في وقت سابق، إنه على يقين بأن بريطانيا غير مستعدة لإجراء «بريكست» دون اتفاق. وأشارت «ذي إندبندنت» إلى أن هذا الأمر سيثير غضب مؤيدي «بريكست»، للاشتباه في أن مسؤولين كباراً مثل سلميار ــ اليد اليمنى لرئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر ــ يحاولون إحباط قرار بريطانيا مغادرة الاتفاق.
في غضون ذلك، تعود أزمة حزب «العمال» البريطاني لتطفو على السطح، وذلك بعد تصاعد الانتقادات لزعيمه جيريمي كوربن، على خلفية اتهامات بـ«معاداة السامية». آخر مستجدات هذه الأزمة، قرار أعضاء مجلس اللوردات عن الحزب (أعضاء الغرفة العليا للبرلمان البريطاني)، الذهاب للتصويت على سحب الثقة من كوربن، الاثنين المقبل. ووجّه بيان نُشر في صحيفة «ذي غارديان»، أول من أمس، ووقّع عليه عدد من الذين تولّوا وزارات أثناء وجود «العمّال» في السلطة، من عام 1997 إلى عام 2010، رسالة شديدة اللهجة تقول: «يرحب حزب العمّال بالجميع، بغضّ النظر عن العرق أو العقيدة أو السنّ أو الجنس أو الميول الجنسية. ما عدا اليهود على ما يبدو». ووجّهوا بيانهم إلى كوربن، إذ قالوا له: «لقد أخفقت في الدفاع عن القيم المناهضة للعنصرية في حزبنا. ومن ثم أخفقت في اختبار الزعامة». كذلك، شكّك البيان، الذي وقع عليه نحو ثلث أعضاء الحزب في مجلس اللوردات، في قدرة الحزب على الفوز في انتخابات عامة، «إذا كنّا لا نستطيع تنظيم أمورنا الداخلية». الجدير بالذكر أن هذه الأزمة ليست جديدة بالنسبة إلى كوربن الذي يؤيد حقوق الفلسطينيين وينتقد الحكومة الإسرائيلية، والذي يواجه الكثير من الاتهامات بأنه يسمح لـ«معاداة السامية» بالتنامي داخل «العمّال». وعلى الرغم من أنّ مثل هذا التصويت لا يحمل أي صفة رسمية، إلا أنّه سيكون ضربة قوية لسلطة كوربن في الحزب.