الهجوم الأخير ليس سوى جزء من أعمال عنف متواصلة، ارتفعت وتيرتها خلال الشهر الماضي، الذي سجّل أكبر حصيلة ضحايا هذا العام، قدّرتها الأمم المتحدة بما يزيد على 1500 مدني بين قتيل وجريح. ولم تضعف وتيرة العنف رغم «التقدّم الممتاز» الذي أحرزته جولة المفاوضات الثامنة بين «طالبان» والأميركيين في العاصمة القطرية الدوحة هذا الأسبوع. في هذا الإطار، ندّد الموفد الأميركي إلى أفغانستان، الذي يقود المفاوضات مع الحركة، زلماي خليل زاد، بالتفجير، معتبراً، عبر «تويتر»، أن «الهجمات العمياء والتعرض المتعمّد للمدنيين هما أمران غير مبررين». وأضاف: «يجب التركيز على الحدّ الفوري من العنف، وخصوصاً أننا نقترب من المفاوضات بين الأطراف الأفغان، والتي ستنتهي بخريطة طريق سياسية ووقف دائم لإطلاق النار». وجاءت التطورات الأخيرة بعد يوم من دعوة أطلقتها «طالبان»، في بيان وجّهته إلى الشعب الأفغاني، لـ«مقاطعة» الانتخابات، وتجنّب التجمعات «التي قد تصبح أهدافاً محتملة»، إذ أصدرت أوامر لمقاتليها بمواجهة «هذه المهزلة بكل قدراتهم».
لم تضعف وتيرة العنف رغم التقدّم في المفاوضات بين «طالبان» والأميركيين
كذلك، يأتي التفجير بعد ليلة شهدت اشتباكات غير مسبوقة بين مسلحي تنظيم «داعش» والقوات الأفغانية في شرق العاصمة وشمالها، حين داهمت قوات أفغانية خاصة مخبأين لمقاتلي التنظيم ليل أول من أمس، وقتلت اثنين منهم، وصادرت كمية كبيرة من المتفجرات ومعدات لصنع القنابل. وبحسب بيان جهاز الاستخبارات الأفغاني، كانت المنازل تُستخدم لتصنيع عبوات، حيث «ضبطت متفجرات وأحزمة ناسفة وأسلحة ومعدات خاصة لتجهيز سيارات مفخخة وتصنيع ألغام».
وفي حادث منفصل في ولاية بغلان شمال أفغانستان، قالت السلطات إنها أحبطت هجوماً على موكب لقوات الأمن، وأضاف الجيش الأفغاني، في بيان، أن ثلاثة مهاجمين كانوا في عربة «هامفي» محشوة بالمتفجرات، لكن القوات رصدتهم ودمّرت سيارتهم بقذيفة «آر بي جاي»، ما أدى إلى مقتل المهاجمين.