مرة جديدة، أثار الرئيس الأميركي جدلاً واسعاً بعدما اتهم اليهود الأميركيين الذين يصوتون لـ«الحزب الديموقراطي» بـ«الافتقاد الكامل للمعرفة» أو بـ«عدم الولاء». اتهاماتٌ سرعان ما تلقّفها «الديموقراطي» للتصويب على ترامب، بينما اتهمته جماعات يهودية بالترويج لـ«معاداة السامية» وتسييسها.وفيما امتنع المسؤولون الإسرائيليون عن التعليق على تصريحات ترامب، لاقت هذه الأخيرة انتقادات لاذعة من جماعات يهودية اتهمته بـ«معاداة السامية» وبـ«التشكيك في انتماء المواطنين اليهود»، في سياق جدال ممتدّ منذ سنين يتهم اليهود الأميركيين بالولاء المزدوج. وجاء ذلك وسط خلاف الرئيس الأميركي المستمر مع النائبتين «الديموقراطيتين» إلهان عمر من مانيسوتا، ورشيدة طليب من مشيغن، المؤيدتين لحملة مقاطعة إسرائيل، واللتين مُنعتا، الأسبوع الماضي، من دخول الأراضي المحتلة، بدفعٍ من ترامب.
ومن المكتب البيضاوي، قال ترامب: «أين ذهب الحزب الديموقراطي؟ إلى أي مدى ذهبوا في الدفاع عن هاتين المرأتين على حساب دولة إسرائيل؟»، مضيفاً: «أعتقد أن أيّ شخص يهودي يصوت لمرشح يظهر إما افتقاداً كاملاً للمعرفة، أو عدم ولاء منقطع النظير». وجدّد الرئيس الأميركي، يوم أمس، حملته هذه، قائلاً: «إذا كنت ترغب في التصويت لديموقراطي، فأنت خائن جداً للشعب اليهودي وإسرائيل».
اتهمت جماعات يهودية ترامب بالترويج لـ«معاداة السامية»


وقال جوناثان غرينبلات، المدير التنفيذي لـ«رابطة مكافحة التشهير»، وهي منظمة يهودية غير حكومية تُعنى بالدفاع عن حقوق اليهود، إنّ «من غير الواضح أي طرف ادعى (الرئيس الأميركي) أن اليهود يتنكرون له، لكن الاتهام بعدم الولاء استُخدم مراراً لمهاجمة اليهود»، معتبراً أنه «حان وقت الكفّ عن استخدام اليهود ككرة في اللعبة السياسية». الموقف ذاته أيّدته المديرة التنفيذية لـ«المجلس الديموقراطي اليهودي ـــــ الأميركي»، هالي سويفر، إذ اعتبرت أن ترامب «ليس له الحق في إخبار اليهود الأميركيين بأنه يعرف ما هو الأفضل لنا أو أن يطلب ولاءنا... نحن نعيش في ديموقراطية، وقد انخفض دعم اليهود للحزب الجمهوري إلى النصف في السنوات الأربع الماضية».
بدوره، انتقد السيناتور «الديموقراطي» عن فيرمونت، بيرني ساندرز، الذي ينافس على الفوز بترشيح الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تصريحات ترامب. وكتب عبر «تويتر»: «أنا يهودي فخور وليس لديّ قلق بخصوص التصويت لديموقراطي». أما نائب الرئيس الأميركي السابق والمرشح الأوفر حظاً لمنافسة ترامب، جو بايدن، فوصف تصريحات ترامب بـ«المهينة وغير المبررة»، وحثّه على التوقف عن بث الفرقة بين الأميركيين.
(أ ف ب، رويترز)