تلتئم في استوكهولم السويدية، يوم غدٍ السبت، طاولة المفاوضات الأميركية ــــ الكورية لبحث ملف بيونغ يانغ النووي، في خطوةٍ يُفترض أن تعيد إطلاق المسار الدبلوماسي بعد ثمانية أشهر من انهيار المفاوضات خلال قمة هانوي. تزامن ذلك مع تأكيد كوريا الشمالية أنها اختبرت، بنجاح، صاروخاً باليستياً، من أجل احتواء التهديدات الخارجية.ووصل الوفد الكوري برئاسة كبير المفاوضين النوويّين، كيم ميونغ ــــ غيل، إلى استوكهولم السويدية لإجراء محادثات مع الوفد الأميركي في شأن نزع السلاح النووي. وأبلغ كيم الصحافيين في بكين: «نحن متوجّهون للمفاوضات على مستوى فرق العمل مع الولايات المتحدة»، مضيفاً إنه «مع إرسال الولايات المتحدة إشارة جديدة، لديّ توقعات عالية وتفاؤل، كما أنني متفائل بخصوص النتائج». جاء ذلك غداة تأكيد بيونغ يانغ، يوم أمس، أنها اختبرت، بنجاح، صاروخاً باليستياً من «نوع جديد» أطلِق من غوّاصة، من أجل احتواء التهديدات الخارجية وتعزيز الدفاع عن النفس. وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية بأن «الصاروخ الباليستي من النوع الجديد أطلِق في وضع عمودي» أول من أمس، في المياه قبالة خليج وونسان، مشيرة إلى أنه من طراز «بوكغوكسونغ ــــ 3». وأضافت إن الزعيم كيم جونغ أون وجّه «تهانيه الحارّة» إلى الوحدات البحثية المشاركة في عملية الإطلاق التي «لم يكن لها تأثير ضارّ على أمن الدول المجاورة». وتابعت أن «الاختبار الناجح للنوع الجديد من الصواريخ الباليستية التي تنطلق من الغواصات ينطوي على دلالة كبيرة، إذ إنه يؤذن بمرحلة جديدة في احتواء التهديد الذي تمثّله قوى خارجية على جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية، ويزيد من تعزيز قوتها العسكرية للدفاع عن النفس».
وصل الوفد الكوري إلى استوكهولم لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة


وردّت الولايات المتحدة، في وقت سابق، عبر ناطق باسم وزارة الخارجية بالدعوة إلى «الامتناع عن القيام باستفزازات»، وإلى «بقاء (بيونغ يانغ) ملتزمة مفاوضات جوهرية ومستدامة» بهدف إحلال الاستقرار في شبه الجزيرة ونزع السلاح النووي منها. لكن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أكد يوم أمس أن بلاده لا تزال ملتزمة استئناف المحادثات النووية مع كوريا الشمالية، على رغم إجراء بيونغ يانغ تجربة صاروخية.
وقال للصحافيين في البيت الأبيض «إنهم يريدون التحدّث، وسنتحدث إليهم قريباً». وفي مسعى لحلحلة الجمود في ملف البرنامج النووي لكوريا الشمالية، اتفق ترامب وكيم على إعادة الحوار وذلك أثناء لقاء جمعهما في حزيران/ يونيو الفائت.
(أ ف ب، رويترز)