لا تزال سياسة الإدارة الأميركية ضبابية في ما يخصّ تعاملها مع الوضع في أفغانستان. وعلى رغم إعلان دونالد ترامب المتكرّر عزمه سحب جنوده من البلاد، وإجراء واشنطن مفاوضات مع حركة «طالبان» تحت هذا العنوان، إلا أن زيارة وزير الدفاع الأميركي لكابول جاءت لتؤكّد «التزاماً طويل الأمد» تجاه هذا البلد. زيارةٌ حملت الكثير من رسائل «الطمأنة» إلى حكومة كابول القلقة من اتفاق بين الولايات المتحدة و«طالبان»، ينتج منه انسحاب مفاجئ، على شاكلة ما يحصل في سوريا.وتزامناً مع زيارة وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، ووفدٍ من الكونغرس برئاسة رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، لكابول، يجري المبعوث الأميركي إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، اجتماعات مع روسيا والصين والأوروبيين لمناقشة إنهاء الحرب، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية. خليل زاد الذي بدأ، أول من أمس، زيارة لبروكسل وباريس وموسكو لبحث «أفضل الطرق لدعم تسريع الجهود للتوصل إلى سلام في أفغانستان»، قال إنه سيلتقي في العاصمة الروسية نظراءه الروس والصينيين «لمناقشة المصالح المشتركة التي يمكن أن تتحقّق بانتهاء الحرب». في هذا الوقت، أكد إسبر، متحدّثاً من مقرّ مَهمة الدعم التابعة لـ«حلف شمال الأطلسي» في العاصمة الأفغانية، أن واشنطن تتمسّك «بالتزام طويل الأمد» تجاه كابول، مشيراً إلى أن السياسة الأميركية تجاه البلاد مختلفة تماماً عنها في سوريا. واعتبر أن «كل هذه الأشياء يجب أن تطمئن حلفاءنا الأفغان وغيرهم إلى أنهم يجب ألا يسيئوا تفسير تحركاتنا في ما يتعلق بسوريا، ومقارنة ذلك مع أفغانستان». وما يؤكد إرادة أميركا البقاء في أفغانستان، بحسب الوزير، هو أنها لا تزال تواجه «تهديداً إرهابياً خطيراً نشأ في شكل القاعدة وأصبح يتمثّل الآن في طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات أخرى». من جهته، أعلن الجنرال سكوت ميلر، الذي يقود قوات الولايات المتحدة و«حلف شمال الأطلسي» في أفغانستان، أن واشنطن قلّصت خلال العام الماضي وجودها العسكري في جميع أنحاء البلاد بحوالى 2000 جندي، ليصبح عديد القوات في الوقت الراهن حوالى 13 ألف جندي، وفق الناطق باسم القوات الأميركية في أفغانستان الكولونيل سوني ليجيت.