لا يمكن قراءة الحدث البوليفي بمعزل عن الواقع المحتدم في أميركا اللاتينية
وفيما لم تتضح بعد وجهة بوليفيا، إن على المستوى السياسي أو الاقتصادي والاجتماعي، يبدو أن الوضع متّجه نحو مزيد من التصعيد، في ظلّ إبداء كلّ من الأمم المتحدة و«منظمة الدول الأميركية» قلقهما من فلتان أمني في البلاد. ومع استقالة موراليس، استقالت أيضاً الشخصيات التي ينص الدستور على أنها تتولّى خلافة الرئيس في حال رحيله، أي نائب الرئيس ألفارو غارسيا لينيرا ورئيسة ونائب رئيس مجلس الشيوخ وكذلك رئيس مجلس النواب، ما أدى الى فراغ في السلطة. وبالتالي، فإن النائبة الثانية لرئيس مجلس الشيوخ، المعارضة جانين آنيز، أعلنت تولّيها الرئاسة بالوكالة، آملة في أن يوافق مجلس الشيوخ، حيث يشغل أنصار موراليس غالبية (19 من أصل 36 مقعداً)، على تعيينها. ولدى وصولها إلى البرلمان يوم أمس، قالت إنه «لا يمكننا البقاء من دون حكومة»، بعدما أعلنت، أول من أمس، نيّتها الدعوة إلى انتخابات «تعكس إرادة جميع البوليفيين»، لكي يكون هناك «رئيس منتخب في 22 كانون الثاني/ يناير». ومع تواصل أعمال العنف وخروجها عن السيطرة، وجّه قائد شرطة لاباز، الكولونيل خوسيه بارينيشيا، نداءً إلى الجيش البوليفي للتدخل لوقفها «لأن الشرطة البوليفية قد أُنهكت»، وتعرّضت بعض ثكناتها للإحراق أو النهب، وذلك بعد ثلاثة أسابيع مِن المواجهات التي أعقبت فوز موراليس في انتخابات الرئاسة. ورداً على تلك المناشدة، قال قائد الجيش، وليامز كاليمان، الذي قاد الانقلاب، إن «القيادة العسكرية للقوات المسلحة قامت بالترتيب لعمليات مشتركة مع الشرطة لمنع إراقة الدماء والاقتتال داخل العائلة البوليفية».
في غضون ذلك، وصل إيفو موراليس إلى المكسيك يوم أمس، حيث حصل على اللجوء السياسي. وتعهّد «مواصلة النضال»، مؤكداً أنه لن يتوقّف عن «التعاطي في السياسة». وقال إن «لكل الشعوب الحقّ في التحرّر»، مكرراً شكره للمكسيك التي «أنقذت» حياته. وسبقت موقفه هذا تغريدة كتب فيها: «أيّها الأشقاء والشقيقات، أنا أغادر إلى المكسيك... أشعر بالأسى لمغادرة البلاد لأسباب سياسية، لكنني سأعود قريباً بقوة وطاقة أكبر».