أعلن «حلف شمال الأطلسي» (الناتو)، أول من أمس، «إعادة نشر» بعض عناصره الموجودين في العراق بصورة مؤقتة، بعد تعليق مهمّته في تدريب القوات العراقية. وقال مسؤول في «الحلف»، في بيان، «(إننا) نتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية موظفينا، وهذا يشمل إعادة نشر بعض الأفراد بصورة مؤقتة في مواقع أخرى، سواءً داخل العراق أم خارجه»، من دون الكشف عن عدد العناصر الذين سيتمّ نقلهم أو الأماكن التي سيُنقلون إليها. واستدرك المسؤول بأن «الحلف» «يبقي مع ذلك على وجوده في العراق»، مضيفاً أنه يعتزم استئناف عمليات التدريب هناك «عندما يسمح الوضع» بذلك. وكان «الأطلسي» قد أعلن، السبت الماضي، تعليق عمليات التدريب في العراق، والتي يقوم بها 500 مدرب.
أنقر على الصورة لتكبيرها

وفيما أعلنت كلّ من فرنسا وإيطاليا نيّتهما البقاء في هذا البلد، نقل الكنديون والألمان جزءاً من قواتهم الموجودة هناك إلى الأردن والكويت. وأفاد رئيس هيئة أركان الدفاع الكندية، الجنرال جوناثان فانس، بأن بعض العسكريين الكنديين المنتشرين في العراق سيُنقلون بصورة مؤقتة إلى الكويت لأسباب أمنية. وقال فانس، في رسالة إلى أُسر العسكريين نُشرت على موقع «تويتر»: «نحن نفعل ذلك لضمان سلامتهم وأمنهم». من جهتها، ذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن ألمانيا بدأت بسحب قواتها المتمركزة في العراق، وأن 32 جندياً من أصل 120 نُقلوا من شمال بغداد إلى الأردن. وبحسب الصحيفة، فإن وزيرَي الدفاع والخارجية اجتمعا مع رئيس إحدى لجان البرلمان الألماني، ونقلا له مخاوفهما في شأن سلامة الجنود الألمان في العراق على خلفية اغتيال الجنرال قاسم سليماني.
كذلك، أعلنت وزارة الدفاع الرومانية أنها «ستعيد تموضع» جنودها الـ14 في العراق مؤقتاً في قاعدة أخرى تابعة لـ«الحلف»، فيما قالت القائمة بأعمال نائب رئيس الوزراء الإسباني، كارمن كالبو، إن بلادها نقلت بعضاً من قواتها من العراق لاعتبارات أمنية. وأوضحت، في تصريح إلى قناة «أر.تي.بي.إي»، أن «الذين كانوا في مواقع أكثر خطورة غادروا إلى الكويت... لم يبقَ سوى عدد مخفّض هناك». أما كرواتيا، فقد تحدثت عن نقل سبعة جنود إلى الكويت وسبعة آخرين إلى موطنهم، في حين أجلت سلوفاكيا كلّ جنودها السبعة إلى موطنهم.
في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، في كلمة أمام البرلمان، أن بريطانيا اتخذت تدابير لحماية موظفيها ومواطنيها في العراق والشرق الأوسط، وأنّه تم نقل موظفين بريطانيين غير أساسيين من «المنطقة الخضراء» في العاصمة العراقية بغداد، إلى منطقة التاجي شمال العاصمة. وأشار والاس إلى أن «قوات التحالف الدولي في العراق - بما في ذلك القوات البريطانية - علّقت نشاطاتها التدريبية، وفي إطار خطتنا الأمنية تمّ إرسال فريق صغير إلى المنطقة لتقديم دعم إضافي للمساعدة في خططنا الوقائية». وأضاف أن بريطانيا وضعت مروحياتها وسفنها الحربية في منطقة الخليج في وضع الاستعداد للتدخل إذا اقتضت الحاجة. وتابع أن «وزارة النقل تُراجع مستوى التهديد للملاحة البحرية يومياً، وهي على وشك إصدار إرشادات بدعم من وزارة الدفاع».