لم يقتنع الديموقراطيون بالإفادات التي قدّمها كبار المسؤولين في شأن اغتيال سليماني
على الضفة الأخرى، وصف عدد من الجمهوريين إفادات مسؤولي الإدارة بأنها كانت مفيدة، وذكروا أنها كشفت عن معلومات استخبارية تشير إلى هجمات إيرانية كانت متوقعة في غضون أيام ضدّ الأميركيين. لكن ذلك لم يمنع السيناتور الجمهوري، مايك لي، من الإعراب عن استيائه من الكيفية التي فرض المسؤولون من خلالها قيوداً على الأسئلة في شأن ما إذا كان التدخل العسكري في وجه إيران أمراً مناسباً، معتبراً أنها كانت «مهينة». ووصف لي سلوك المسؤولين الذين قدّموا الإفادات بأنه كان «غير أميركي»، معلناً أنه سيدعم مشروعاً يقوده الديموقراطيون في شأن سلطات الحرب. بدوره، اعتبر السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، المقرّب من ترامب، أنه «لا ضرورة للردّ فقط من أجل الردّ في هذه المرحلة». لكنّه ندّد في الوقت نفسه بالديموقراطيين الذين أعربوا عن قلقهم حيال عملية قتل سليماني، قائلاً: «أرى فكرة أن فريق الأمن القومي لم يكن لديه أساس جيّد لقتل هذا الرجل سخيفة».
وجاءت تصريحات غراهام لتكرّر ما صرّح به العديد من المسؤولين في الإدارة، وعلى رأسهم وزير الدفاع، مارك إسبر، الذي اعتبر أنه، باغتيال سليماني، فإن الولايات المتحدة «استعادت مستوى من الردع» بمواجهة إيران، مستدركاً، في حديث إلى الصحافيين، بأن «المستقبل سيخبرنا». وفي هذا الإطار، لم يستبعد أن تشنّ «ميليشيات» عراقية، «سواء كانت تقودها إيران مباشرة أو لا»، مزيداً من الهجمات ضدّ القوات الأميركية في العراق، مشدداً على أنه سيتعيّن على القوات الأميركية «الردّ بحزم لضمان الحفاظ على هذا المستوى من الردع». في المقابل، بدا رئيس هيئة الأركان الأميركية، الجنرال مارك ميلي، أكثر تحفّظاً في شأن الأثر الرادع لاغتيال سليماني. إذ قال: «أعتقد أن من السابق لأوانه قول ذلك»، مشيراً إلى أن الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران على قواعد يتمركز فيها جنود أميركيون في العراق كان «هدفها التسبّب بأضرار هيكلية، وتدمير مركبات ومعدّات وطائرات، والقتل»، عازياً عدم تسبّبها بإصابات بشرية إلى «الأساليب الدفاعية التي استخدمتها قواتنا، أكثر من ارتباطه بِنِيّة» إيران. لكن مسؤولاً عسكرياً أميركياً رفض هذه الفكرة، مؤكداً أن إيران تفادت قتل جنود أميركيين عمداً، عبر استهداف الأجزاء غير المأهولة من القاعدتين. من جهته، ادعى نائب الرئيس، مايك بنس، أن الولايات المتحدة تلقّت معلومات استخبارية «مشجّعة» تفيد بأن إيران «أمرت الميليشيات الموالية لها بعدم استهداف أهداف أو مدنيين أميركيين، ونأمل أن يستمر صدى هذه الرسالة بالتردّد».