اعتبر منوتشين الاتفاق «نصراً كبيراً» للشركات والمزارعين و«انتصاراً سياسياً» لترامب
وتتوقّع الإدارة الأميركية أن يعزّز الاتفاق نمو الاقتصاد الأول في العالم بمقدار نصف نقطة مئوية. لكن الواقع أن الحرب التجارية انعكست بشدة على قطاعَي الزراعة والتصنيع في الولايات المتحدة، وهما القطاعان اللذان أوصلا الرئيس الجمهوري إلى البيت الأبيض في عام 2016. وراهن ترامب على الحسّ الوطني للعاملين في الزراعة والصناعة، فطلب منهم أن يصبروا، مبشّراً بمستقبل أفضل، بينما قدّمت إدارته الحرب التجارية على أنها شرّ لا بد منه لإعادة التوازن إلى المبادلات التجارية مع الشريك الصيني. وردّد ترامب، الذي كان يدّعي على الدوام بأن الحروب التجارية يسهل كسبها، أن الاقتصاد الأميركي لم يتأثر بالرسوم الجمركية، في حين سجّل النمو الاقتصادي الصيني تباطؤاً. لكن الواقع أن الخلاف غير المسبوق من حيث حدّته ومدّته كبح المستثمرين، وانعكس بالتالي على النمو العالمي، كما على نمو الاقتصادين الصيني والأميركي. أيضاً، أثارت الحرب التجارية الغضب وصولاً إلى اليأس بين المزارعين. وفي مثال على ذلك، انهارت صادرات الصويا الأميركي إلى الصين عام 2018 إلى 3,1 مليارات دولار، مقابل 12,3 ملياراً في 2017. وفي أقلّ من عامين، تراجعت الصين من المرتبة الثانية إلى المرتبة الخامسة لجهة تصدير المنتجات الزراعية الأميركية. ولتخفيف وطأة الخسائر، اضطرّت إدارة ترامب إلى صرف مساعدات بقيمة 28 مليار دولار بين عامَي 2018 و2019. لكن هذا لم يرضِ المزارعين الذين طالبوا بحلٍّ تفاوضي يسمح لهم باستئناف نشاطهم بدل أن يعولوا على المساعدات.
ومن المتوقّع أن يستثمر ترامب في الاتفاق في الحملة الانتخابية لهذا العام، إذ يجسّد وعداً انتخابياً كان قد قطعه عام 2016، لذا ستحاول إدارته عرض تفاصيل الاتفاق من منظور إيجابي، ولا سيّما أن منوتشين اعتبره «نصراً كبيراً» للشركات الأميركية والمزارعين الأميركيين، فضلاً عن أنه «انتصار سياسي» لترامب.