اتخذ مجلس النواب الأميركي، أمس، الخطوة الأخيرة التي تسمح بنقل موادّ اتهام الرئيس دونالد ترامب إلى مجلس الشيوخ. إذ صوّت النواب على إرسال هذه المواد، واختاروا من بينهم من سيمثّلون الادعاء في المحاكمة التي من المتوقّع أن تبدأ مطلع الأسبوع المقبل. وحظي القرار بتأييد 228 نائباً، بينما عارضه 193 آخرون. وكان المجلس، الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي، باشر التحقيقات بحقّ ترامب في أيلول/ سبتمبر، قبل أن يوجّه إليه تهمتَي استغلال السلطة للضغط على أوكرانيا للتحقيق في شأن الديمقراطي جو بايدن، منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، إضافة إلى عرقلة عمل الكونغرس. وأعلنت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، تكليف النائب آدم شيف الإشراف على فريق المدّعين في المحاكمة. وقاد شيف، وهو مدّعٍ عام فدرالي سابق في كاليفورنيا، التحقيق البرلماني في مجلس النواب. ومن بين المدّعين الآخرين المكلّفين هذه القضية، رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب رالف نادبر، الذي كتب بنود الاتهام بحق ترامب، إضافة إلى خمسة نواب بينهم زوي لوفغرن التي شاركت سابقاً في جلسات عزل ريتشارد نيكسون وبيل كلينتون. وجرى تعيين هؤلاء خلال الجلسة نفسها التي شهدت التصويت على رفع البنود الاتهامية رسمياً بحق ترامب إلى مجلس الشيوخ. وقالت بيلوسي عند إعلانها أسماء فريق المدّعين السبعة: «المهم أن نقدّم ملفاً متيناً لأقصى حدّ لحماية دستورنا والدفاع عنه وإظهار الحقيقة للشعب الأميركي».
ولا يملك الديمقراطيون سوى 47 صوتاً من أصل 100 في مجلس الشيوخ، بالتالي لا فرصة تقريباً لأن يتمّ عزل ترامب فعلياً، لاعتماده على دعم الأعضاء الجمهوريين في هذا المجلس. ورجّح مسؤول في الإدارة الأميركية ألا تستغرق محاكمة ترامب أكثر من أسبوعين. وقال المسؤول، رافضاً كشف هويته: «أستبعد جداً أن يستمر الأمر أكثر من أسبوعين»، لافتاً إلى أن البيت الأبيض يتوقع أن يبرّئ مجلس الشيوخ ذو الغالبية الجمهورية الرئيس سريعاً. من جهته، انتقد ترامب إجراءات عزله، ووصفها بأنها «خدعة». وكتب ترامب على «تويتر»، بعد ثوانٍ من إعلان بيلوسي فريق المحاكمة: «ها نحن نعود مرة أخرى، خدعة أخرى من الديمقراطيين الذين لا يفعلون شيئاً».