يستعد طرفا النزاع الليبي، كما الدول المعنية بهذا الملف، لانطلاق «مؤتمر برلين» الذي ترعاه برلين والأمم المتحدة، الأحد المقبل، وسط نشاط دبلوماسي لا يهدأ. فبعد جولة من الزيارات المكوكية التي سبقت ورافقت «لقاء موسكو» الليبي، الذي كان مأمولاً منه إطلاق «هدنة رسمية»، يتابع قائد «الجيش الوطني» الليبي، خليفة حفتر، مشاوراته مع شركائه في خصومة حكومة «الوفاق»، ومن خلفها تركيا.وعقب وصوله أمس إلى أثينا، التقى حفتر اليوم كلاً من رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ووزير خارجيته نيكوس دندياس. وقال الأخير عقب الاجتماع إن بلاده شجّعت حفتر على «المشاركة الإيجابية في مؤتمر برلين»، وذلك على الرغم من أنها غير مدعوّة إليه.
وبينما أشارت أثينا إلى أهمية المحادثات في برلين لإنضاج ظروف التسوية السياسية، قال دندياس إن «على برلين أن تظهّر الموقف الأوروبي المشترك، الذي تم التعبير عنه في بيان رسمي من الاتحاد، الرافض لمذكرة التفاهم بين أنقرة وطرابلس».
وانتقدت اليونان استبعادها من قائمة الحاضرين في برلين، الأحد المقبل، إذ قال رئيس الوزراء ميتسوتاكيس، أمس، إن استبعاد بلاده من المؤتمر «خطأ»، مشيراً إلى أنه سيناقش الموضوع مع المستشارة الألمانية.
وتعليقاً على تلك التصريحات، أعلنت برلين اليوم أن مشاركة اليونان في المؤتمر «ليست مطروحة»؛ وقال المتحدث باسم الحكومة، شتيفن زايبرت، إن «دعوات المشاركة في المؤتمر، أشرفت عليها ميركل شخصياً»، وإن بلاده أجرت مختلف الاستشارات والاستعدادات حول تنظيم المؤتمر مع الأمم المتحدة.

بوتين سيحضر
أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيزور برلين في 19 كانون الثاني/ يناير للمشاركة في «مؤتمر برلين»، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه تم الاتفاق على الوثائق الختامية للمؤتمر وهي «لا تتعارض مع قرارات مجلس الأمن» في الشأن الليبي.
وأشار في المؤتمر الصحافي السنوي للخارجية الروسية، اليوم، إلى أن العلاقات لا تزال «متوترة جداً» بين الطرفين الليبيين، رئيس حكومة «الوفاق» فايز السراج وخليفة حفتر. وقال لافروف: «إنهم يرفضون حتى الوجود في المكان نفسه معاً»، مضيفاً إن سبب الأزمة الليبية الأساسي هو سياسة «حلف شمالي الأطلسي» (ناتو) بعد عام 2011.
من جهتها، أعلنت الصين، اليوم الجمعة، مشاركتها في المؤتمر؛ وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، قنغ شوانغ إنّ «يانغ جيه تشي وهو رئيس مكتب لجنة الشؤون الخارجية للحزب الشيوعي الصيني (الحاكم)، سيشارك في المؤتمر بصفة المبعوث الخاص للرئيس الصيني شي جين بينغ، استجابة لدعوة ألمانيا».
وعقب المؤتمر، تتوجه المستشارة الألمانية يوم الجمعة المقبل إلى إسطنبول لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لبحث قضايا دولية وثنائية، وبشكل خاصّ النزاع في ليبيا.

أفريقيا «القلقة» أيضاً
تسعى الدول الأفريقية التي تأثرت بشكل كبير جراء الصراع في ليبيا، وخاصة في منطقة الساحل، إلى إسماع صوتها في برلين بعد تهميشها لسنوات عدة. وفي هذا السياق، سيحضر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، المؤتمر، بعدما «طالب بانتظام بدور رئيسي في العملية الجارية، لكن تم تجاهله دائماً»، وفق المتحدثة باسمه، ايبا كالوندو.
أبرز المواقف الأفريقية في هذا الشأن أتت من الرئيس النيجري محمد إيسوفو، الذي قال في كانون الأول/ ديسمبر الماضي إن «المجتمع الدولي مسؤول عما يحدث لنا من خلال قراره الكارثي بالتدخل في ليبيا». ونقلت «فرانس برس» عنه آنذاك، قوله إن «ليبيا أفريقية، ولا يمكننا تسوية النزاع الليبي مع تهميش الاتحاد الافريقي». أما الرئيس التشادي إدريس ديبي، فقد رأى أن «المعركة ضد الإرهاب في الساحل تنطوي بالضرورة على حل الأزمة الليبية».