بعد إعلان البرازيل تسجيل أول حالة إصابة بفيروس «كورونا» على أراضيها في 26 شباط/فبراير الماضي، سارعت أغلب دول أميركا اللاتينية إلى إعلان حالة التأهّب الصحي واتّخاذ تدابير عاجلة لمواجهة الفيروس. إلا أنّ الإجراءات المُتخذة لم تمنع انتشاره، وقد بدأ بالتوسع بوتيرة متسارعة، ليصل اليوم إلى الدولة الـ13، هندوراس، مع تسجيل إصابتين. ومع ارتفاع حصيلة الإصابات في «اللاتينية» إلى 197 حالة بينها حالتا وفاة، كثّفت دول اللاتين من إجراءاتها لإبطاء تقدّم الفيروس، معلنةً عن مجموعة كبيرة من القيود على المسافرين من الدول الأكثر تضرراً، وتعليق الأحداث الرياضية الكبرى، إذ أعلنت الأرجنتين وكولومبيا وبيرو، أنّه سيتم عزل المسافرين من الصين وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا فور وصولهم، فيما ذهبت السلفادور إلى أبعد من ذلك، مع إعلان رئيسها نجيب بوكيله، اليوم الخميس، أنّ الدولة الواقعة في أميركا الوسطى ستمنع دخول جميع الأجانب لمدة 21 يوماً. السلفادور، التي كانت قد حظرت في السابق دخول أولئك الذين يسافرون من البلدان الأكثر تضرراً بالفيروس، فهي من بين عدد قليل من الدول في المنطقة التي لم تعلن بعد عن اكتشاف أي حالة مؤكدة مُصابة بالفيروس.
وكانت الأرجنتين أول دولة في أميركا اللاتينية تُسجّل حالة وفاة مرتبطة بالفيروس يوم السبت الماضي، فيما استقر عدد الإصابات على 21 حالة حتى تاريخه. الوفاة الثانية بـ«الكورونا» سُجّلت أول من أمس في بنما، التي أعلنت عن 8 إصابات أحوالها مستقرة. بالنسبة إلى تشيلي، فقد سجّلت حتى الآن 23 إصابة، والإكوادور 17 إصابة، والبرازيل 52 إصابة، والمكسيك 8 إصابات، وبيرو 13 إصابة، وكولومبيا 9 إصابات، وكوستاريكا 23 إصابة، والدومينيك وباراغواي 5 إصابات في كلّ منهما.
أمّا كوبا، فقد تناقل اليوم العديد من وسائل الإعلام المحلية، نقلاً عن بيانٍ لوزارة الصحة الكوبية، تسجيل أول 3 إصابات بـ«كورونا» لإيطاليين موجودين في البلاد بغرض السياحة. وأوضحت المصادر أنّ الفحوصات التي أُجريت على الأشخاص الثلاثة أثبتت إصابتهم بالفيروس، مشيرةً إلى أنّهم قدموا إلى العاصمة هافانا يوم 9 مارس/آذار الجاري. كما أشارت إلى أنّ الجهات المعنية اتّخذت كلّ التدابير اللازمة حيال الأشخاص المصابين، من خلال وضعهم قيد الحجر الصحي، ووضع من اختلطوا معهم تحت الملاحظة الطبية.
على الرغم من أنّ الأرقام في «اللاتينية» مُنخفضة مقارنةً بالأرقام العالمية المرتفعة، التي وصلت إلى 124000 إصابة وأكثر من 4500 وفاة، إلا أنّ الإجراءات الجديدة تعكس القلق المتزايد في المنطقة من الفيروس. المخاوف ارتفعت بعد تردّد أنباء عن إمكانية تعرض قادة بعض الدول والحكومات للإصابة بـ«كورونا». فبعد الأنباء التي نقلتها وكالة «فرانس برس» عن أن رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو ، يعمل من منزله فيما خضعت زوجته لاختبار للتأكد من أنها غير مصابة بفيروس «كورونا»، قال مكتب الاتصالات التابع للرئاسة في البرازيل، اليوم الخميس، إنّ وزير الاتصالات، فابيو واجنجارتن، مصاب بفيروس «كورونا» بعد أن أكد تحليل ثان إصابته. وكان واجنجارتن قد رافق الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو في رحلة إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ونشر صورة على موقع «إنستغرام» يظهر فيها واقفاً إلى جوار الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وبعد الإعلان عن إصابة الوزير، سارع القصر الرئاسي في البرازيل إلى إخضاع بولسونارو للفحوصات اللازمة، فيما تحدّثت مصادر عن إمكانية إخضاعه للحجر الصحي. وكان البيت الأبيض أشار أمس إلى أنّ ترامب لم يخضع لاختبار الكشف عن الإصابة بـ«كورونا» عقب الإعلان عن خضوع نائبين في الكونغرس، كانا قد اجتمعا به، لعزل صحي ذاتي بعيد لقائهما بشخص مصاب بالفيروس.
كوبا شريكة الصين في العلاج؟
في سياق الجهود التي تقوم بها الدول لإنتاج دواء أو لقاح لفيروس «كورونا»، أعلنت الصين منذ أكثر من شهر أنّه تم اختيار الدواء الكوبي «2B Interferon alpha» من بين الأدوية لمكافحة تفشّي الفيروس. وعبر موقع «تويتر»، غرّد الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل بأنّ «2B Interferon alpha» هو «دواء كوبي يُستخدم في الصين ضدّ الفيروس، دعماً للحكومة الصينية والشعب الصيني في جهودهم لمكافحة الفيروس»، مُشيداً بـ«الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة الصينية لمواجهة الوباء».
ووفقاً لموقع «Granma»، الناطق الرسمي باسم اللجنة المركزية الشيوعية في هافانا، فإنّ دواء «2B Interferon alpha» هو واحد من حوالى 30 دواءً تمَّ اختيارها من قبل لجنة الصحة الوطنية الصينية لعلاج حالة الجهاز التنفسي، فيما نقل التلفزيون الرسمي الكوبي عن المستشارة العلمية لرئيس مجموعة «Bio Cuba Farma»، الدكتورة لويس هيريرا مارتينيز ، قولها إنّ «اختيار الصين للعقار الكوبي كان مبنياً على الفعالية التي تمّ إظهارها سابقاً ضد الفيروسات ذات الخصائص المماثلة لخصائص فيروس كورونا». وأضافت مارتينيز أنّ الدواء «له ميزات، كالعمل الوقائي، ومنع المرض من التفاقم والوصول إلى مرحلة متقدمة ليتسبّب في وفاة المريض».
يُذكر أنّ كوبا كانت قد شاركت في معرض لإنتاج الدواء منذ بضع سنوات، خلال افتتاح منشأة «Chang Heber» الصينية ــ الكوبية المشتركة في مدينة تشانغتشون بمقاطعة جيلين الصينية. وكانت السفارة الكوبية في الصين قد أفادت في وقتٍ سابق، على صفحتها الرسمية على موقع «تويتر»، بأنّ مصنع «Chang Heber» الصيني - الكوبي في جيلين يُنتج «Interferon alpha» باستخدام التكنولوجيا الكوبية منذ اليوم الأول من سنة 2020»، مضيفة أنّ «لجنة الصحة الصينية اختارت هذا المنتج من بين تلك المستخدمة في مكافحة كورونا».