أعلنت شركة «جونسون أند جونسون» الأميركية للأدوية أنها ستجري تجارب سريرية للقاح محتمل ضد فيروس «كورونا» بحلول أيلول المقبل، وأن اللقاح قد يكون جاهزاً للاستعمال مطلع السنة الجديدة، وهي فترة أقصر بكثير من الـ18 شهراً الضرورية لإجراء اختبارات على اللقاحات والموافقة عليها ثم إنتاجها.بول ستوفلز، المدير العلمي في الشركة، أبلغ موقع «فوربس» أن «جونسون أند جونسون» قرّرت أن تنتج اللقاح من دون أي ربح، ليكون سعره معقولاً وفي المتناول على نطاق عالمي. لكن المستغرب أن الشركة، بحسب ستوفلز، ستبدأ تصنيع اللقاح هذا الشهر، قبل إجراء التجارب السريرية ومن دون ترخيص استخدام طارئ. وبرّر ذلك بالحاجة إلى تجهيز كميات كبيرة من اللقاح لطرحها في الأسواق في وقت مبكر من العام المقبل، فور نيل الضوء الأخضر من الوكالات التنظيمية! فيما أعلنت الشركة أنها تعزّز قدرتها على الإنتاج في الولايات المتحدة ودول أخرى لتوفير أكثر من مليار جرعة من اللقاح عبر العالم.
وكالة «فرانس برس» نقلت عن ستوفلز قوله: «لقد اختبرنا عدة لقاحات على الحيوانات لاختيار الأفضل من بينها. وقد استغرق الأمر 12 أسبوعاً». علماً أن «جونسون أند جونسون» لم تنجح سابقاً في التوصل إلى أي لقاح فعّال ضد فيروسات تندرج في إطار عائلة «كورونا». إلا أن المدير العلمي في الشركة اعتبر أن «الفرصة متاحة هذه المرة، لأن الفريق العامل على اللقاح الجديد هو نفسه الذي كان يطوّر لقاحاً محتملاً لفيروس سارس في 2002 - 2003. وقد توقّف عن العمل يومها بسبب السيطرة على الوباء بعدما تسبّب بوفاة أكثر من 800 شخص». ستوفلز أبلغ «فرانس برس» أن «السؤال المطروح اليوم هو: هل نحمي الناس من الإصابة بالمرض أم من شكلٍ خطر من المرض؟ بالنسبة إلى أمراض كثيرة، مثل الانفلونزا، يكون اللقاح السنوي للحماية من الشكل الخطر منها وليس من الإصابة مطلقاً». هذا الكلام ترك وقعاً ضبابياً، وقد يكون المقصود منه أن فيروس «كورونا» قد يأتي بأشكال أقسى في ما بعد، وربما يكون اللقاح الذي تعمل عليه الشركة للحماية من النوع القاسي منها وليس من الإصابة من الفيروس عموماً.
وتقوم التقنية التي تعتمدها اللجنة لإنتاج اللقاح على الخلط بين فيروس الانفلونزا العادي غير القادر على التكاثر وبين أجزاء من فيروس سارس-كوف-2 في محاولة لتحفيز استجابة مناعية لدى الإنسان. ويكون فيروس الانفلونزا هنا بمثابة شاحنة فارغة، توضع داخلها شيفرات ورموز تيجان فيروس كورونا الجديد. ويتعلم جهاز المناعة من هذا الفيروس الهجين أن عليه بناء دفاعات بنفسه ضد شكل تيجان فيروس كورونا التي تلتصق بخلايا البشر، والتي تعرّف إليها من خلال اللقاح، ما يمنع أي إصابة بـ«سارس-كوف-2» في المستقبل.
وأعلنت الشركة حتى الساعة عن شريكين لها، هما الحكومة الفيدرالية الأميركية و«مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي» لأبحاث اللقاحات. وأوضحت أنها ستنفق نحو 500 مليون دولار كجزء من شراكة بقيمة مليار دولار مع الحكومة الأميركية للبحث وإنتاج اللقاح.
إلى ذلك، توقّعت وكالة الأدوية الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي، أمس، أن «يستغرق الأمر عاماً واحداً على الأقل قبل أن يصبح لقاح ضد كوفيد-19 جاهزاً لنيل الموافقة ومتوافراً بكميات كافية للاستخدام على نطاق واسع». وأشارت الوكالة التي تتخذ من أمستردام مقراً لها إلى أن لقاحين دخلا بالفعل المرحلة الأولى من التجارب السريرية التي أجريت على متطوّعين أصحاء. واعتبرت أنه «يصعب توقع الأطر الزمنية لتطوير منتجات طبية».