يواصل فيروس «كورونا» تفشّيه في القارّة الأوروبية، مخلّفاً أكثر من 60 ألف وفاة (أكثر من 70% من مجمل الوفيات في العالم)، في وقت لم يتمكّن فيه قادة الاتحاد الأوروبي من التوصل إلى اتفاق، أمس، بشأن خطة إنعاش لما بعد تفشي الوباء.ومع ما مجموعه 60325 وفاة و762625 إصابة، فإن أوروبا هي القارة الأكثر تضرراً من جائحة «كوفيد-19». وتعدّ إيطاليا (17669 وفاة) وإسبانيا (14555) أكثر الدول الأوروبية تضرّراً، تليهما فرنسا (10328)، وبريطانيا (709) التي سجّلت عدداً قياسياً من الوفيات أمس (938 شخصاً في 24 ساعة).
بدورها، سجّلت فرنسا 541 وفاة جديدة في الساعات الـ 24 الماضية، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوفيات في المستشفيات إلى 10869 حالة على الأقل، إذ أعلن المدير العام للصحة جيروم سالومون أنّ الحصيلة الجديدة لا تتضمّن آخر حصيلة يومية للوفيات في دور رعاية المسنين والمراكز الطبية الاجتماعية، مشيراً إلى أن «مشكلة تقنية» حالت دون الحصول على هذه الحصيلة. وأضاف إنّ عدد الحالات الحرجة في العناية المركّزة البالغ 7148 هو «رقم قياسي» منذ بدء تفشي الوباء.
أما إيطاليا، الدولة الأكثر تضرراً في العالم، فقد سجّلت أرقاماً جديدة مشجّعة، مع تراجع في 24 ساعة لعدد الوفيات والمرضى في العناية المركزة. وتشكل الوفيات الـ 542، التي سُجّلت أمس، انخفاضاً مقارنة مع الثلاثاء حين سجّلت 604 وفيات، والاثنين (636). ويواصل عدد المرضى في العناية المركزة أيضاً، تراجعه لليوم الخامس على التوالي.
في غضون ذلك، تعثّرت مهمة وزراء المال في القارّة في التوصل إلى اتفاق بعد اجتماع ماراتوني حول خطة إنعاش لما بعد تفشي الوباء، إذ لا تزال دول الشمال معارِضة لدول الجنوب التي تدعو إلى جهد مالي غير مسبوق في صيغة ديون مشتركة. وأعلن رئيس مجموعة اليورو ماريو تشينتينو في تغريدة على «تويتر»: «بعد 16 ساعة من المناقشات، اقتربنا من التوصل إلى اتفاق، لكنّنا لم نصل بعد. علقتُ اجتماع مجموعة اليورو»، الذي سيستأنف اليوم. وأضاف: «يبقى هدفي ذاته: شبكة أمان أوروبية قوية لمواجهة تداعيات كوفيد-19 (لحماية العمال والشركات والدول) والشروع في خطة إنعاش واسعة». وبحسب مصادر أوروبية، فإنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بسبب عدم مرونة هولندا، التي ترفض الاستجابة للمطالب الإيطالية بمنح صندوق خطة إنقاذ منطقة اليورو قروضاً للدول التي تواجه صعوبات.