وكان ترامب انتقد قرار المنظمة بمعارضة إغلاق الحدود أمام الأشخاص الآتين من الصين في بداية تفشي الوباء. وقال، في مؤتمره الصحافي اليومي: «سنعلّق (دفع) الأموال المخصّصة لمنظّمة الصحّة العالمية». غير أنّه ما لبث، بعد دقائق، أن تراجع بقوله إنّه لم يقرّر تعليق الدفع بل يعتزم فقط درس هذه الإمكانية. وأشار إلى أن المنظّمة «تبدو منحازة للغاية نحو الصين». وهو كان قد استبق ذلك، بهجوم على المنظمة عبر «تويتر»، لأنّها «أخفقت حقاً. الغريب أنّها مموّلة بشكل كبير من الولايات المتحدة، لكنّ تركيزها منصبّ على الصين».
وجاء هجوم ترامب على المنظمة في وقت تخطّت فيه حصيلة وفيات الوباء في الولايات المتحدة 14 ألفاً، وعدد المصابين أكثر من 418 ألفاً. وسجّلت ولاية نيويورك، أمس، أعلى حصيلة يومية للوفيات (779) في غضون 24 ساعة.
في هذه الأثناء، أفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن «كورونا» يصيب ويقتل الأميركيين من أصول أفريقية بمعدل مرتفع ومثير للقلق، وفقاً لتحليل أجرته بناءً على البيانات الأولى من مختلف أنحاء الولايات المتحدة. ويشير تحليل البيانات إلى أنّ المقاطعات ذات الغالبية السوداء، لديها ثلاثة أضعاف معدّل الإصابة، وحوالى ستة أضعاف معدّل الوفيات من المقاطعات ذات الغالبية من البيض. ففي ميلوكي، مثلاً، يمثّل الأميركيون من أصول أفريقية 70% من الوفيات، فيما هم يشكّلون 26% فقط من السكان. وفي لويزيانا، كان 70% من الوفيات بين السود رغم أنهم يمثّلون 32% فقط من السكان. وفي ميشيغان، وهي أكثر الولايات تضرراً بعد نيويورك ونيوجيرسي، يمثّل الأميركيون الأفارقة 33% من حالات الإصابة، وحوالى 40% من الوفيات، رغم أنّهم يمثّلون 14% فقط من السكان.
منظمة الصحة: يتوجّب على الولايات المتحدة والصين الاتحاد لمواجهة هذا العدو الخطر
وقد اعترف ترامب، لأول مرة، بالتفاوت العرقي، في الإحاطة اليومية التي قدّمها أول من أمس. وقال: «إننا نفعل كل ما وسعنا من أجل التعامل مع هذا التحدي، إنه تحدٍّ هائل ومروّع». وتساءل: «لماذا العدد أكثر بثلاث أو أربع مرّات بين الأميركيين السود، مقارنة ببقية السكان؟».
وفي الإطار ذاته، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأنّ «موجة جديدة من حالات الإصابة بفيروس كورونا تنتشر بشكل عميق في المناطق الريفية، حيث كان الناس يأملون بأن مجتمعاتهم قد تكون محصّنة، بسبب عزلتهم عن المراكز الحضرية المتضرّرة بشدة، وبسبب التباعد الاجتماعي الطبيعي للحياة في الريف». وأوضحت الصحيفة أن الفيروس وصل إلى أكثر من ثلثَي المقاطعات الريفية في البلاد، مشيرة إلى أنّ «موجة المرض القادمة يمكن أن تُنهك المجتمعات الريفية، وهي أكبر سناً وأكثر فقراً ومرضاً من معظم أنحاء البلاد».
( أ ف ب، رويترز)