مع انطلاق اجتماع «أوبك +» الافتراضي، اليوم، ووسط تسريبات عن اتفاق محتمل بخفض الإنتاج العالمي بنحو 20 مليون برميل يومياً، شهدت أسواق النفط ارتفاعاً لافتاً، إذ صعدت عقود النفط الآجلة بأكثر من 10 في المئة.الاجتماع المنتظر عالمياً جاء فيما تحدثت مصادر في «أوبك» وموسكو، لوكالة «رويترز»، عن حجم التخفضيات الذي يجري بحثه، والذي يعادل نحو 20 في المئة من مجمل الإمدادات العالمية. وبحسب المصادر الروسية، تمكنت روسيا والسعودية من «إزالة العقبات الرئيسية» أمام «اتفاق عالمي» غير مسبوق.
ولم يتضح حتى الآن، ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك في التخفيضات، وهو أمرٌ تصر عليه روسيا ومنتجو «أوبك». ولكنّ مصدراً مطلعاً على السياسة النفطية السعودية، قال اليوم الخميس، إن المملكة مستعدة لخفض ما يصل إلى أربعة ملايين برميل يومياً من إنتاجها، لكن فقط من مستويات إنتاجها القياسية التي بلغتها في نيسان/ أبريل عند 12.3 مليون برميل يومياً.

«تحذيرات» أميركية
من جهة ثانية، حذّر 48 نائباً جمهورياً في مجلس النواب الأميركي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من أن التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين «معرض للخطر»، في حال فشلِ السعودية في معالجة أزمة النفط الحالية، بخفض الإنتاج وإعادة التوازن إلى أسواق الطاقة. وجاء في نص الرسالة التي وُجّهت إلى ابن سلمان أن النواب «سيدعمون أي إجراءات تراها واشنطن مناسبة إذا فشلت السعودية في التصرف بنزاهة لإنهاء أزمة النفط»، معربين عن قلقهم من أن «زيادة مصطنعة» في إنتاج النفط السعودي تقوّض الأسواق أثناء أزمة «كورونا».
واليوم، أعلنت موسكو أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يعتزم التحدث إلى الأميركيين والسعوديين بل يريد تحركاً جماعياً لاستقرار أسعار النفط، بينما حذّر نواب أميركيون السعودية من الإخفاق في حل الأزمة خلال الاجتماع.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم الكرملين، قوله إن «بوتين لا يعتزم الحديث اليوم الخميس مع نظيره الأميركي دونالد ترمب ولا مع قادة السعودية بشأن النفط»، مضيفاً أن روسيا «تريد تحركاً منسقاً مشتركاً لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية».
من جهتها، قالت وزارة الطاقة الروسية إن اجتماع «أوبك+» سيناقش مسودة اتفاق بشأن حصص تخفيض الإنتاج النفطي، مؤكدة وجود خلافات حول حجم التخفيض وعند أي مستوى. وذكرت الوزارة أن موسكو «مستعدة لخفض الإنتاج بحدود مليون و600 ألف برميل في اليوم، أي نحو 14% من الإنتاج النفطي اليومي، شريطة انضمام واشنطن ودول منتجة أخرى كالنرويج وكندا إلى الاتفاق».

أموال «صندوق الاستثمار»
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، نقلاً عن مصادر مطلعة أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، صندوق الثروة السيادي في المملكة، جمع حصصاً بقيمة نحو مليار دولار في أربع شركات نفط أوروبية كبيرة. وأفادت الصحيفة في تقريرها أمس الأربعاء أن الشركات الأربع هي «إكوينور» النرويجية، و«رويال داتش شل» الإنكليزية الهولندية، و«توتال» الفرنسية و«إيني» الإيطالية.
وتابعت الصحيفة أن الصندوق كوّن حصة بنحو 200 مليون دولار في «إكوينور» في الأيام القريبة من ارتفاع حادّ في أسعار النفط الأسبوع الماضي، مضيفة أنها لم تتمكن من معرفة حجم الحصص التي اشتراها الصندوق في الشركات الثلاث الأخرى «لكن قيمة الحصص مجتمعة تبلغ نحو مليار دولار».
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي قوله إن «صفقات مشابهة قد تُبرم أيضاً في المستقبل»، مضيفاً إن «صندوق الاستثمارات العامة ينشط من جديد في السوق... لن يفاجئني أن نرى صفقات مشابهة ثانية».
والصندوق هو أداة بن سلمان لتعزيز الاستثمارات السعودية في الداخل والخارج، إذ يسعى إلى تنويع موارد الاقتصاد المعتمد بشدة على النفط. ويدير الصندوق أصولاً بأكثر من 300 مليار دولار.