تسعى بعض الدول إلى تخفيف القيود على التنقل والحركة، من دون أن تتخلّى عن الحذر الكامل، مستغلّة انخفاض عدد الوفيات والإصابات التي يخلّفها فيروس «كورونا» على أراضيها. وفي وقت أعلنت فيه إسبانيا أنها اتخذت إجراءات في هذا السياق، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تمديد إجراءات الحجر إلى 11 أيار، مقرّاً بأنّ بلاده لم تكن على استعداد لهذه الأزمة.يأتي ذلك فيما أودى الفيروس بحياة ما لا يقلّ عن 118,546 شخصاً حول العالم، وفيما يقترب عدد الإصابات من المليونين.
وفي السياق، اغتنمت السلطات الإسبانية التراجع في حصيلة الوفيات لتخفّف قليلاً، أمس، الحجر المنزلي الصارم. وفي حين يبدو أن تدابير الابتعاد الاجتماعي بدأت تُعطي نتائج، سمحت حكومة مدريد بمعاودة العمل إلى حد ما في المصانع وورشات البناء والمكاتب، بعد أسبوعين من «السبات» الاقتصادي. وقال رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، أول من أمس: «ما زلنا بعيدين عن تحقيق النصر، عن اللحظة التي نستعيد فيها حياتنا الطبيعية»، في وقت لا يزال فيه 46.6 مليون إسباني يخضعون لحجر منزلي بالغ الشدة.
وسجّلت حصيلة الوفيات اليومية بـ«كوفيد-19» في إسبانيا تراجعاً، أمس، مع إحصاء 517 وفاة، في 24 ساعة، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 17,489، وهي الأعلى في أوروبا بعد إيطاليا، حيث بلغ عدد الوفيات 20,465، بعد تسجيل 566 وفاة جديدة. وكانت إيطاليا قد سجّلت، أول من أمس، 431 وفاة، وذلك بالمقارنة مع 619 حالة في اليوم السابق. ويعدّ هذا أقلّ عدد يومي للوفيات منذ 19 آذار.
اغتنمت السلطات الإسبانية التراجع في حصيلة الوفيات لتخفّف الحجر المنزلي الصارم


وفي فرنسا، ألقى ماكرون كلمة تلفزيونية، أعلن فيها تمديد الحجر المنزلي العام إلى 11 أيار، على أقرب تقدير. وأقرّ بأنّ فرنسا «لم تكن على استعداد كافٍ» لمواجهة أزمة الفيروس الذي كشف «ثغرات». وقال إنه حتى لو أن «الوباء بدأ يتباطأ»، حصلت «نقاط قصور كما في كل بلدان العالم، واجهنا نقصاً في القمصان والقفازات والسائل المطهّر، لم نتمكّن من توزيع كمامات بالقدر الذي كنّا نودّه»، داعياً إلى «استخلاص كل العبر في الوقت المناسب». وسجل هذا البلد، أمس، 574 وفاة، فيما وصلت الحصيلة الإجمالية للوفيات فيه إلى 14,967، كما وصل عدد الإصابات إلى 136,779 حالة.
من جهة أخرى، أعلن ماكرون أنّه يتحتّم على فرنسا وأوروبا مساعدة أفريقيا على مكافحة فيروس «كورونا»، من خلال «إلغاء قسم كبير من ديونها». وقال إنه بمعزل عن «إعادة تأسيس» أوروبا، «علينا أيضاً أن نساعد جيراننا في أفريقيا على مكافحة الفيروس بمزيد من الفاعلية، مساعدتهم أيضاً على الصعيد الاقتصادي من خلال إلغاء قسم كبير من ديونهم».
أما في بريطانيا، ففي الوقت الذي خرج فيه رئيس الحكومة بوريس جونسون من المستشفى بعد تعافيه من الفيروس، أفاد مستشار بارز في حكومته بأنه يحتمل أن تصبح المملكة المتحدة البلد الأكثر تضرراً من «كورونا» في أوروبا. وجاء هذا التحذير من السير جيريمي فرار، أحد أبرز المستشارين العلميين، قبيل الإعلان عن تسجيل 737 حالة وفاة جديدة، لتبلغ الحصيلة حتى الآن 11,329 في البلاد، مع وصول عدد الإصابات إلى 88,621.
وفي إيران، أعلنت السلطات عن 111 وفاة جراء الفيروس، خلال 24 ساعة، مشيرة إلى «تراجع منتظم» في الإصابات الجديدة. ووصل عدد الوفيات في البلاد إلى 4,585، في حين سُجلّ 73,303 إصابات.