يواصل العلماء والخبراء أبحاثهم بهدف التوصل إلى علاجٍ أو لقاحٍ لفيروس «كورونا» المستجد، فيما تظهر، يومياً، حقائق جديدة عن هذا الفيروس، قد يكون بعضها مثيراً للجدل. ومنها دراسة برزت، في الأيام الأخيرة، تشير إلى أنّ غالبية الحالات الحرِجة المصابة بـ«كوفيد-19» من غير المدخنين، ما فتح الباب أمام تأويلات رأى بعضها أنّ المدخنين أقلّ عرضة للإصابة بالفيروس.في فرنسا، جرى تداول هذه العلاقة الجدلية بين النيكوتين وفيروس «كورونا» على نطاق واسع. وأعطى مدير المعهد العلمي فرانسوا ديلفريسّي مصداقية لما يُقال عن إمكانية أن يكون النيكوتين» حامياً في وجه «كورونا»، مشيراً الى أنّ «هناك شيئاً خاصاً جداً في ما يتعلّق بالتبغ. لقد لمسنا أنّ الغالبية العظمى من الحالات الحرِجة ليست من المدخّنين، كما لو كان التبغ يحمي من الفيروس عبر مادة النيكوتين».
المصابون من المدخّنين يعانون من أعراض أكثر حدّة


ولكن رغم ذلك، لا يزال من غير الواضح ماهية العلاقة بين «النيكوتين» و«كوفيد-19»، ووفق المتخصّصين، هناك القليل من المعلومات بما لا يمكن معه التوصل إلى خلاصات. وأوضحت ماريون أدلير، اختصاصية التبغ في مستشفى (AP-HP) Antoine Béclère de Clamart، في حديث إلى إذاعة «فرانس إنفو»، أنه «يجب أن نظلّ حذرين للغاية لأنّ هناك القليل من المعلومات العلمية في الوقت الحالي»، و«لا يوجد سوى عدد قليل من الدراسات الصينية والأميركية» في هذا المجال. ولفتت أدلير الى أن «النيكوتين قد يكون المادة التي تحمي (من الكورونا)»، لكن «دخان التبغ ليس كذلك». وبالتالي، «حتى لو كان هناك عدد أقل من المدخّنين المتأثرين (بكوفيد-19)، فإن المتضرّرين منهم يعانون من أعراض أكثر حدّة».
أدلير شدّدت، من جهة أخرى، على أن «المادة السامّة في التدخين هي الدخان، وليس النيكوتين الذي لا يوجد فيه ما هو سام على الصحة»، و«من هذا المنطلق، فإن البدائل المكوّنة من مادة النيكوتين تُباع في الصيدليات ومتاحة على نطاق واسع».
وعن آلية عمل النيكوتين في حال كان يحمي من «كوفيد- 19»، أشارت أدلير إلى أنّ «الآلية المتوخّاة قد تكون بتنظيم مستقبِلات ACE2 (أنزيم مرتبط بالسطح الخارجي للخلايا في الرئتين والشرايين والقلب والكلى والأمعاء)، وهي مستقبلات محدّدة، ربما تجعل من الممكن تقليل متلازمة الالتهاب، وقد تسهّل الحماية». لكنها شدّدت على أنّ التبغ لا يزال عامل خطر يساهم في تفاقم الأعراض الشديدة للمصابين بـ«كوفيد-19»، الأمر الذي يؤدي إلى مُضاعفات خطيرة للغاية.