كذلك بات معلوماً أن دماء مَن أصيبوا بـ«كورونا» وشفوا، قد تحتوي على أجسام مضادة للفيروس، غير أن هذا الأسلوب من العلاج لا يمكن أن يتم إلا في المستشفيات ومراكز الأبحاث، كونه لا يزال جديداً، كما أنه ليس واضحاً، لغاية الآن، كم من الوقت تبقى تلك الأجسام المضادة في جسم الإنسان، أو إن كانت ستمنع الفيروس من إصابة الجسم مجدّداً. لكن الخوف من «كوفيد-19» يدفع العديد من مستخدمي الإنترنت إلى البحث عن أيّ علاج أو لقاح يقيهم شرّ الفيروس. لهذا السبب وغيره الكثير، وخصوصاً في ظلّ عدم توفُّر علاج للمرض، فضلاً عن النقص الكبير في المستلزمات الطبية اللازمة لمواجهته، قام بعض أصحاب المتاجر السوداء على «الإنترنت المظلم» بعرض هذه «الأغراض» للراغبين بشرائها. فكرة الأسواق السوداء تدغدغ مشاعر البعض، وتعطي الراغب في الدخول إليها قدرة على الخروج من حالة «الانتظار في الصف»، وتوهمه بأنه حصل على ما يريده... قبل الجميع.
تتمّ عمليات البيع والشراء بعملة «بتكوين» الرقمية كونها لا يمكن تتبُّع مصدرها
بحسب تقرير الجامعة الوطنية الأسترالية، هناك حوالى 20 متجراً، ثلاثة منها تمثّل 90% من مجموع عمليات البيع. وتختلف أنواع اللقاحات والعلاجات، من الدماء والبلازما إلى لقاحات مسروقة من مراكز أبحاث، ولا تزال في طور التجارب على البشر، كما العديد من المعدات الطبية المسروقة من المستشفيات أو المصانع المنتجة لها. وتصل قيمة بعض هذه اللقاحات إلى ما بين 16 ألف دولار و25 ألفاً للقاح الواحد.
باتت حالة الفوضى التي تسيطر على العالم كبيرة، كما بات لكمية المعلومات المغلوطة ونظريات المؤامرة جمهور ضخم، فيما يتمثّل الخطر الأكبر بعدم وجود رقابة فعليّة على المنتجات التي تباع في هذا العالم السفلي، والتي إن لم تكن مضرة أساساً، فستكون غير ذات فائدة. علماً بأن الأسعار المعروضة هي بآلاف الدولارات، وقد تعرِّض البعض لخسارة أموالهم خلال عملية البحث عن أملٍ زائف.