بعد انفجارات متتالية في عدد من مدن إيرانية، هزّ انفجار حصل في مستودع في مجمّع نطنز النووي عند الساعة الثانية فجر أمس، من دون أن يُسفر عن إصابات أو تلوّث إشعاعي، حسب السلطات الإيرانية.التحليلات في وسائل الإعلام الإيرانية أشارت إلى أن ما حصل قد يدخل في سياق الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل. مع العلم أن وكالة «تسنيم» للأنباء نقلت عن مصدر أمني رفيع المستوى أنه حُدّد سبب الحادث، وسيجري الإعلان عنه في وقت مناسب لاعتبارات أمنية.
بالتوازي أوردت وكالة «إرنا» مقالاً يُحذّر من احتمالية «عبور دول معادية لخطوط إيران الحمراء»، وعليه «يجب البدء بإعادة النظر في استراتيجيّة إيران لمواجهة الوضع الجديد بشكل أساسي».
هذا في الإعلام، أما على الصعيد الرسمي، فقد قال رئيس الدفاع المدني الإيراني غلام رضا جلالي إن إيران سترد على أي دولة تنفذ هجمات إلكترونية على مواقعها النووية، معتبراً ذلك من ضمن قوة الدفاع في البلاد، وأكد أنه «إذا استُهدفت بلادنا بهجوم إلكتروني فسنرد».
يأتي هذا الانفجار بعد يومين من زيارة المبعوث الأميركي الخاص بإيران بريان هوك، إلى إسرائيل والذي أكّد من تل أبيب أن «الخيار العسكري لا يزال قائماً ضد النظام الإيراني»، وهو ما ربطته الوكالات في إيران بالحدث مباشرةً، وخصوصاً أن الحادث حصل في مجمع نطنز الواقع في إقليم أصفهان بوسط البلاد.
ويُعتبر مجمع نطنز أكبر منشأة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في إيران، تمّ الكشف عنه عام 2002، ليصبح خاضعاً لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويتكوّن من 3 مبان كبيرة تحت الأرض، قادرة على تشغيل ما يصل إلى 50 ألف جهاز طرد مركزي، وقاعتين مساحة الواحدة 25.000 متر مربع، وعدد من المباني الإدارية.
وتحوي كل هذه المساحات، محطة لتخصيب اليورانيوم تحت سطح الأرض، ويتم فيها التخصيب بنسبة 3.5%، كما توجد على سطح الأرض محطة لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20%، ومحطة التخصيب تتكوّن من شلالات للتخصيب، والشلال الواحد يحتوي على أجهزة طرد مركزي من 164 إلى 174 جهازاً.
لكن ما تعرّض للحريق هي صالة ضمن الصالات قيد الإنشاء، حسب ما قال جلالي. ونُشرت لاحقاً صورة لمبنى مكوّن من طابق واحد وقد احترقت أجزاء من سقفه وجدرانه.