حذّر خبراء صندوق النقد الدولي، أمس، من أنّ الناتج الاقتصادي الأميركي من المتوقّع أن ينكمش بنسبة 6.6 في المئة في العام الحالي، بسبب صدمة جائحة فيروس «كورونا»، لكن تلك التوقّعات قد تكون أسوأ بفعل تصاعد جديد لوتيرة الإصابات بالفيروس، وزيادة آخذة في التفشي للفقر. وأشار خبراء الصندوق، بعد إتمام مراجعة طبقاً للمادة الرابعة لأكبر اقتصادات العالم، إلى مخاطر أخرى، بما في ذلك زيادة مستويات الدين الحكومي وديون الشركات بشكل كبير، مع احتمالات تضخّم منخفض أو ربما سالب. وقالت المذكرة: «هناك ضبابية هائلة تكتنف اتساع نطاق صدمة كوفيد ــــــ 19 اقتصادياً... سيستغرق الأمر على الأرجح فترة أطول لإصلاح الاقتصاد وعودة النشاط إلى مستويات ما قبل الجائحة».وتأتي هذه التقديرات في وقت سجّلت فيه الولايات المتّحدة، مساء أوّل من أمس، 68 ألفاً و428 إصابة جديدة بفيروس «كورونا»، خلال الـ 24 ساعة، في حصيلة يومية قياسية في هذا البلد، بحسب بيانات جامعة «جونز هوبكنز». وسُجلت في الفترة نفسها 974 حالة وفاة في هذا البلد الأكثر تضرراً بالفيروس، من حيث عدد الإصابات التي تتزايد في غرب البلاد وجنوبها.
في الأثناء، تخطّت أعداد الإصابات في البرازيل المليوني حالة، فيما بلغت حصيلة الإصابات في الهند مليون إصابة، ما يجعلهما ثاني وثالث الدول المتضرّرة من حيث عدد الإصابات بعد الولايات المتحدة.
وفي سياق متّصل، بدأ قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل أوّل قمّة يحضرونها شخصياً، منذ حوالى خمسة أشهر، وتُعد حاسمة لكن صعبة جداً للتوصل إلى تفاهم على خطة إنعاش اقتصادي بقيمة 750 مليار يورو، لا تحظى بالإجماع رغم الركود التاريخي الذي يهدّد القارة. وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عند وصوله إلى القمة، أنها «لحظة حقيقة وطموح لأوروبا»، بينما أقرّت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بصعوبة المفاوضات.
يأتي ذلك فيما تتواصل الآثار الاقتصادية السيئة الناتجة عن الجائحة في الظهور في العديد من الدول الأوروبية وغير الأوروبية. ومن هذا المنطلق، أعلنت خطوط «بريتش إيرويز» الجوية البريطانية وقف طلعات أسطولها من طائرات «747 جمبو جيت» والمكوّن من 31 طائرة. وقالت: «من غير المرجح أن تقوم مملكة الأجواء الرائعة بتشغيل خدمات تجارية لخطوط بريتش إيرويز مجدداً، بسبب تراجع قطاع السفر الناجم عن وباء كوفيد ــــــ 19».
كذلك، قدّرت خطوط هونغ كونغ «كاثاي باسيفيك» خسائرها بما يوازي 1,3 مليار دولار أميركي، في النصف الأوّل من العام بسبب الجائحة.
(رويترز، أ ف ب)