أرمينيا، أيضاً، بدا موقفها مشابهاً؛ إذ أغلق رئيس الوزراء، نيكول باشينيان، الباب أمام المفاوضات، معتبراً أن «من غير المناسب الحديث عن قمّة بين أرمينيا وآذربيجان وروسيا، فيما لا تزال معارك عنيفة جارية». واتهمت يريفان، أمس، «الطائرات التركية بالتحليق للاستفزاز»، على طول الحدود الأرمينية ـــــ التركية.
أعلنت موسكو أن جماعات مسلّحة من سوريا وليبيا نُشرت في ناغورني قره باغ
وفي تطوّر جديد، أعلنت موسكو، على لسان وزارة خارجيتها، أن «مقاتلين من جماعات مسلّحة غير شرعية، خصوصاً من سوريا وليبيا، يتمّ نشرهم في منطقة النزاع بناغورني قره باغ للمشاركة في المعارك». وأضافت أنها «تشعر بقلق شديد حيال عمليات يمكن أن تؤدّي إلى تصعيد التوتر في النزاع» وفي كامل المنطقة. وتزامن ذلك مع رفض الكرملن تصرّفات أنقرة التي تقيم معها موسكو علاقات معقّدة لكن متوازنة، ودعوته إياها إلى الامتناع عن «صبّ الزيت على النار».
بدوره، أعرب رئيس الجمهورية الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن «قلقه» إزاء التصريحات «الحربية» التي تطلقها تركيا بشأن ناغورني قره باغ. وقال خلال مؤتمر صحافي من العاصمة اللاتفية ريغا: «لقد لحظت التصريحات السياسية لتركيا، والتي أعتقد أنها غير مسؤولة وخطيرة». وأضاف: «تبقى فرنسا قلقة بشدّة إزاء الرسائل الحربية التي أطلقتها تركيا خلال الساعات الماضية، والتي ترفع في جوهرها أيّ قيد من أمام آذربيجان في ما قد يؤول إلى استعادة السيطرة على شمال قره باغ، وهذا ما لن نقبل به». واعتبر الرئيس الفرنسي أنه في المرحلة الحالية، من غير المسموح الحديث عن «إضفاء طابع إقليمي على الصراع»، موضحاً أنه ينبغي «تحديد عناصر الوقائع، لفهم ما حصل على وجه الدقة وعلى عاتق مَن تقع المسؤوليات». وتابع: «أقول لأرمينيا والأرمينيين إن فرنسا ستقوم بدورها»، الأمر الذي ردّت عليه أنقرة بعنف، مؤكدة على لسان وزير خارجيتها، مولود جاويش أوغلو، أن «التضامن الذي أعرب عنه ماكرون تجاه أرمينيا، فيما لا يعير اهتماماً للأراضي الآذربيجانية، يعني أنه يدعم الاحتلال».
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الآذربيجانية أن قواتها «قتلت 2300» من قوات قره باغ، منذ تفجّر المواجهات الأحد. وأضافت الوزارة أنها «دمّرت 130 دبابة، و200 وحدة مدفعية، و25 وحدة مضادّة للطائرات، وخمسة مخازن ذخيرة، و50 وحدة مضادّة للدبابات، و55 آلية عسكرية»، إضافة إلى بطارية صواريخ جو ـــــ أرض «إس ــــ 300» روسية الصنع. أما وزارة الدفاع الأرمينية، فقد أفادت، من جهتها، بأنها دمّرت «137 دبابة و72 طائرة مسيّرة و7 مروحيات وطائرة مقاتلة»، مشيرةً إلى مقتل «790 عسكرياً آذربيجانياً وإصابة 1900 بجروح».
(رويترز، أ ف ب)
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا