تَقدّم رئيس قرغيزستان، سورونباي جينيبكوف، بمجموعة مقترحات لحلّ الأزمة السياسية التي فاقمتها الصراعات القائمة بين تيّارات المعارضة، منذ أن رفضت هذه الأخيرة نتائج الانتخابات التشريعية التي حصلت يوم الأحد الماضي، وقرّرت الانقلاب عليها. مقترحاتٌ أريد منها تجنيب البلاد مزيداً من الغرق في الفوضى والانهيار السياسي الشامل، خصوصاً في ظلّ الشغور الذي خلّفته استقالة الحكومة ورئيس البرلمان المنتهية ولايته. وفي حين لا يزال من المبكر التنبّؤ باتّجاه الأمور، وسط تسارع التطورات، واندلاع اشتباكات وصلت إلى حدّ العراك بالأيدي بين المحتجّين الذين يؤيّدون فصائل سياسية متنافسة أَعلن كلٌّ منها الحقّ في الاستيلاء على السلطة وتشكيل حكومة، أعلن جينيبكوف حالة الطوارئ في بيشكك ابتداءً من مساء يوم أمس وحتى 21 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، مُكلّفاً الجيش بالانتشار في أحياء العاصمة لضمان الأمن. في هذا الوقت، شَكّلت أربعة أحزاب معارِضة تحالف"«الأمل الأخير»، ورَشّحت زعيم حزب «الجمهورية»، عمر بك بابانوف، لمنصب رئيس الوزراء، بهدف «توحيد الجهود ومنح الشرعية واستعادة الثقة بالسلطة الجديدة»، وذلك بعدما وقّع الرئيس على مرسوم إقالة الحكومة ورئيسها كوبات بك بورونوف، على أن يواصل نوّابه والوزراء عملهم لحين تشكيل حكومة جديدة.واندلعت الأزمة في قرغيزستان في أعقاب فوز أربعة مِن أصل 16 حزباً تمكّنت من تجاوز عتبة الـ7% اللازمة لدخول البرلمان، في انتخابات تشريعية تقول المعارضة إنها شهدت عمليات تزوير وشراء للأصوات، قبل أن تُقرّر لجنة الانتخابات إلغاء نتائجها. أزمةٌ تبدو مرشّحة للانزلاق نحو اقتتال برزت ملامحه يوم أمس، حين التقت تظاهرتان تدعمان فصائل سياسية متنافسة، ما دفع جينيبكوف إلى إعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال في العاصمة بيشكك من الثامنة مساءً وحتى الثامنة صباحاً، مبدياً استعداده للاستقالة، بشرط أن تصبح هناك حكومة جديدة شرعية وأن «نعود إلى طريق الشرعية». واقترح الرئيس القرغيزي خطّة تتضمّن إقالة الحكومة، وتعيين أخرى جديدة، وتحديد موعد للانتخابات التشريعية المقبلة من قِبَل لجنة الانتخابات المركزية، وبعدها يستقيل. وفي ردّها على التطورات الأخيرة، حذّرت روسيا على لسان الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، من «ملامح فوضى واضحة» في قرغيزستان، مؤكدة مواصلة اتصالاتها وتمنياتها بتحقيق استقرار للوضع في أسرع وقت.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا