لم يَغب «الليثيوم» عن النقاش في شأن الانقلاب الذي قادته واشنطن ضدّ الزعيم البوليفي، إيفو موراليس. في المحصّلة، كان يمكن الولايات المتحدة، فيما لو اكتملت خطّتها، أن تضع يدها، عبر شركاتها، على أكبر احتياطي استراتيجي من «الليثيوم» في العالم (تمتلك بوليفيا 70% من هذا الاحتياطي، ما يجعلها تتحكّم في أسعاره عالمياً). وجود موراليس في السلطة مَثّل عقبة أمام الطموحات الأميركية؛ كونه اشتغل، منذ تولّيه منصبه في عام 2006، على تأميم المصانع التي تستخرج هذه المادة، لإفادة بلاده من هذه الموارد بدلاً من أن تستثمرها شركات التعدين المتعدّدة الجنسيات.في وقتٍ سابق من العام الجاري، أشار مؤسّس «تِسلا»، إيلون ماسك، إلى أن في إمكان بلاده أن تطيح مَن تشاء، في ردّه على أحد متابعيه في «تويتر»، والذي لمّح بدوره إلى أن واشنطن تخلّصت من موراليس لإفادة الشركات التي تصنع سيارات كهربائية، من مخزون «الليثيوم» الضخم الموجود في بوليفيا (تُعتبر هذه المادة أحد أهمّ العناصر لصناعة بطاريّة كهربائية قابلة لإعادة الشحن). تلك «الحادثة» أعادت تفعيل النقاش في شأن حقيقة الانقلاب وخلفياته (10 تشرين الثاني/ نوفيمر 2019)، ولا سيّما أنه أعقب بأيام قليلة تَحرّك إدارة موراليس لفضّ عقد التنقيب واستخراج «الليثيوم» مع شركة «CI Systems Alemania» الألمانية، من أجل إعادة التفاوض على نسب الأرباح. وبعد ثلاثة أيام من الانقلاب، ارتفعت أسهم «تسلا» بشكل كبير، ولم تتوقّف عن الصعود منذ ذلك الحين، كما أن الشركة الألمانية، التي تُزوّد «تسلا» ببطاريات «الليثيوم» عادت إلى العمل وفق عقدها السابق.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا