اعتزل روبرت فورد، السفير الأميركي السابق لدى سوريا والجزائر والباحث في "معهد الشرق الأوسط" في واشنطن، العمل الدبلوماسي، وقرّر الالتحاق بمتطوّعي "حزبٍ" لم يسمّه، للدفع بأجندة الأخير في انتخابات الرئاسة والكونغرس.مِن ولايته مِيْن الواقعة في أقصى شمال شرق البلاد، يبشّر فورد، كما غيره من الديموقراطيين ووسائل الإعلام التابعة لهم، بأعمال عُنف يخشى أن تشتعل قبل الانتخابات الرئاسية وبعدها مِن جانب ميليشيات مسلحة، علماً بأن المنطقة، حيث يقطن، تخلو، كما يؤكّد، من أيّ "ميليشيات". مع ذلك، ألقت الشرطة الأميركية القبض، أخيراً، على 6 أفراد في "ميليشيا محافظة كانوا يخطّطون لاختطاف حاكم ميشيغان المنتمي إلى الحزب الديمقراطي. وهذه المرة الأولى على الإطلاق التي أسمع فيها بمثل هذه المؤامرة داخل الولايات المتحدة".
ضمن مقالة نشرها في صحيفة "الشرق الأوسط"، قبل أيام، بعنوان "أميركا على موعد مع انتخابات لا مثيل لها"، تحدّث فورد مرّات عديدة عن "الميليشيات"، إمّا المسلّحة أو المحافظة، أو تلك اليمينية أو اليسارية، والتي يُقلقه ظهورها في ما لو خسر الرئيس الأميركي دونالد ترامب السباق إلى البيت الأبيض. وعلى رغم اطمئنانه إلى تقدُّم المرشّح الديموقراطي، جو بايدن، وإشارته إلى تقديرات بعض المحلّلين التي تتحدّث عن احتمال حدوث «تسونامي» ديموقراطي يُحكِم سيطرة الحزب على البيت الأبيض ومجلسَي الكونغرس، إلّا أن فورد يركّز على الانقسامات السياسية وعمق حالة الاستقطاب داخل الولايات المتحدة: "أنت تتحدّث عن السياسة فقط مع الأشخاص الذين تعرف أن لديهم آراءً سياسية مشابهة لآرائك... هذا الوضع غير صحّي على الإطلاق لأي نظام ديموقراطي".
ويعتبر أنه إذا لم يحقّق الحزب الديموقراطي فوزاً كاسحاً أشبه بـ«تسونامي سياسي» في بداية الشهر المقبل، "قبل أن نتمكّن من معرفة النتيجة النهائية للانتخابات"، "سيتعيّن علينا الانتظار أسابيع حتى يجري فرز كل صوت داخل كل ولاية. وستشهد قاعات المحاكم كثيراً من القضايا حول إجراءات التصويت وفرز الأصوات". ويطرح جملة تساؤلات: هل ستظهر ميليشيا من اليمين أو اليسار أمام مباني المحاكم والمراكز الانتخابية لتخويف المسؤولين المحليين؟ هل ستقع أعمال عنف بين جماعات مسلّحة محافظة ويساريين؟ ماذا سيحدث إذا لم تظهر نتيجة نهائية بحلول 20 كانون الثاني/ يناير (موعد أداء القسم)؟ والأهم، كيف يمكن الأميركيين التغلُّب على حدّة الانقسامات السياسية؟ هل يرغبون حقاً في إقرار مصالحة؟ ليخلص إلى أن هذه الانتخابات لن ترأب الانقسامات السياسية العميقة التي يعاني منها المجتمع الأميركي، بصرف النظر عن اسم الفائز.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا