حتى الدقائق الأخيرة من ليل أمس، بقي الكنيست الإسرائيلي ينتظر معجزة أخيرة قبل سقوطه، مع أنه بتحصيل حاصل كان منتهياً بعدما أسقطت غالبية 49 عضواً مقابل 47 (من أصل 120) مشروع قانون لتأجيل إقرار الموازنة الحكومية إلى ما بعد أمس، ما عنى حكماً أن الكنيست قد صوّت على حل نفسه وإجراء انتخابات في الثالث والعشرين من آذار/ مارس المقبل، وخاصة أنه كان صعباً حتى إعلان القرار رسمياً إيجاد أي تسويات. هكذا، حلّ الكنيست نفسه تلقائياً مع انتهاء المهلة القانونية لإقرار الميزانية منتصف ليل الثلاثاء ــــ الأربعاء، ليترجم الإخفاق في تمرير المشروع لتأجيل التصديق على الميزانية إلى انهيار الائتلاف الحاكم.جولة الانتخابات المقبلة ستكون الرابعة التي تشهدها إسرائيل خلال عامين، لتقتصر ولاية حكومة الوحدة بين «الليكود» و«كاحول لافان» على سبعة أشهر فقط لم تكن أيّ منها شهر عسل، إذ جاء حلّ الكنيست أصلاً مع وصول الفرقاء في الحكومة إلى طريق مسدود في قضايا تتعلق بالتعيينات في الجهاز القضائي والمناصب الحساسة وموعد التناوب على رئاسة الحكومة، بموجب الاتفاق الائتلافي، بين بنيامين نتنياهو وبني غانتس.
الآن تتجه الأنظار سريعاً إلى استطلاعات الرأي التي أخّرت، في جولتها الأخيرة، ترتيب حزب «يمينا» إلى المرتبة الثالثة، بعدما قدّمت حزب المنشق عن «الليكود» جدعون ساعر، إلى المرتبة الثانية، إذ قفز إلى أكثر من عشرين مقعداً. أمّا حزب نتنياهو، فيتوقّع أن يفوز بـ 25 مقعداً بعدما كانت حصّته 36 في الانتخابات الماضية، وهذا مبدئياً قد يقضي على أحلام نتنياهو كلياً. وفقاً للتوقعات أيضاً، سيتراجع معسكر الوسط واليسار مع خليط أحزاب فلسطينيّي الـ 48 إلى حدّ لا يمكنه معه تأليف الحكومة، بالتوازي مع انقسام اليمين على نفسه: نتنياهو ومؤيّدوه من جهة، وساعر ومؤيّدوه من جهة أخرى، وكلاهما غير قادر على تأليف الحكومة (58 مقعداً لنتنياهو و59 لساعر)، وهو ما يعيد الأمور إلى ما كانت عليه في الانتخابات السابقة مع خروج لغانتس الذي اختار حكومة «الوحدة» على تماسك تحالفه.
بينما تبقى الاحتمالات مفتوحة مع وجود ثلاثة أشهر، فإن القدر الأكيد أن حظوظ نتنياهو في الانتخابات الرابعة أضعف من سابقاتها، وأن غانتس وحزبه على مشارف النهاية. ومن آخر التطورات انشقاق عضو الكنيست ميشيل شير عن «الليكود» وانضمامها إلى حزب ساعر، علماً بأنها صوّتت ضد المشروع القاضي بتأجيل تاريخ إقرار الميزانية، لتعلن بعدها أنها ستستقيل من الكنيست وتنضمّ إلى «أمل جديد» لتضاف إلى نائبين انشقّا قبلها هما: وزير الاتصالات يوعاز هندل ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن، تسيبي هاوز.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا