كان من المنتظر أن تكون زيارة وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس إلى أنقرة، امتداداً للتّبدل الذي شهدته علاقة البلدين، نحو الانفتاح والحوار، مع بداية العام الحالي، إلّا أنها سرعان ما تحوّلت إلى حفلة «ردحٍ» وتبادل للاتهامات، أمام شاشات التلفزة.
ففي المؤتمر الصحافي المشترك، الذي امتدّ لـ35 دقيقة، بين وزيري الخارجية اليوناني والتركي، وبعد توجيه ديندياس انتقادات واتهامات لتركيا تتعلّق بالتّرسيم البحري والتّنقيب عن الغاز والنفط، ووضع الأقلية الأورثوذكسية في تركيا، وملف المهاجرين، ردّ مُضيفه التركي مولود جاويش أوغلو، بالقول: «إذا وُجّهت اتهامات شديدة لبلدي وشعبي أمام الصحافة، فيجب عليَّ الرّد على ذلك». وأضاف: «إذا كنت ترغب في استمرار التوتر بيننا، فإن ذلك ممكن (...) سيكون لدينا الكثير لنقوله».

وتحدث ديندياس عن «الانتهاكات التركية المستمرة» للمجال الجوي اليوناني ولقانون البحار، محذراً جاويش أوغلو من أن تصرفات بلاده في بحر إيجة وشرق المتوسط تعرض تطلعات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي للخطر.

وممّا قاله الوزير التركي لضيفه اليوناني: «تحاولون إعطاءنا دروساً في حقوق الإنسان، لكنكم تمنعون حتى استخدام الأسماء التركية»، مشدداً على رفض اتهامات وزير الخارجية اليوناني بأن تركيا تنتهك سيادة اليونان.

وكان جاويش أوغلو، أعرب في بداية المؤتمر الصحافي، الذي غلب على بدايته الإيجابية، عن اعتقاده بـ«أن المشاكل مع اليونان يُمكن حلّها عبر الحوار البنّاء»، فيما رأى ديندياس أنه «يمكن تحويل الجو السّلبي السّائد سابقاً إلى جوِّ إيجابي».

والزيارة هي الأولى، منذ اندلاع التّوتر بين البلدين، العام الماضي، حول ترسيم الحدود البحرية والتّنقيب عن الغاز والنفط في البحر الأبيض المتوسط. وقد شملت زيارة الوزير اليوناني لقاءً مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حضره جاويش أوغلو.