في خطابه السنوي أمام مجلسي البرلمان، تطرق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى الوضع الصحي في العالم، منوهاً بإنجازات روسيا خلال هذه الفترة، ولا سيما في مجال اللقاحات. كما أكد على تأمين مبالغ مالية لدعم مجالات عدة، خصوصاً المجال التعليمي والبحوث العلمية والقدرات العسكرية. وفي الختام، حذّر الرئيس الروسي من أي تجاوز للخطوط الحمراء التي تحددها روسيا، لأنها ستؤدي إلى ردود فعل «سريعة وقوية».
في هذا الإطار، أشاد بوتين بإنتاج بلاده لثلاثة لقاحات حتى الآن، مؤكداً أن العلماء الروس «حققوا اختراقاً حقيقياً» أتى نتيجة سنوات عديدة من العمل الدؤوب وتطوير الإمكانات. كما لفت الرئيس الروسي إلى أن الهدف الآن يتمثل في تحقيق المناعة الجماعية بحلول فصل الخريف، منوهاً بعمل المسؤولين وتضافر المجتمع واحترامه للإجراءات الاحترازية خلال هذه الفترة الصعبة.

من ضمن المبالغ التي تحدث عنها بوتين في كلمته، والتي شملت موازنات قطاعات التعليم والمجال العسكري وغيرها، أكد أنه سيتم، في عام 2024، تخصيص مبلغ 1 ترليون و630 مليار روبل، أي نحو 14 مليار دولار، للبحوث العلمية. كما لفت إلى ضرورة أن يكون لروسيا ذراع في مجال الأمن البيولوجي، قائلاً: «نفهم جيداً أهمية هذا المجال في الوقت الحالي، وأهمية أن نكون مستقلين في إنتاج جميع الأدوية والعقاقير ضد جميع الأوبئة المستقبلية أيضاً، بالاعتماد على المعدات الروسية».

وفي نهاية خطابه، تطرّق بوتين إلى وضع بلاده على الساحة الدولية، مؤكداً أن هدف موسكو على هذا الصعيد هو ضمان السلام والأمن لحياة مواطنيها، وهي تدافع عن مبادئها ضمن القانون الدولي، كما أعاد تأكيد أن بلاده تسعى إلى بناء علاقات ودية مع الجميع، ولا تريد إحراق الجسور. غير أنه حذّر من أن من لا يقدّر نوايا موسكو الطيبة، ويسعى، في المقابل، إلى تفجير هذه الجسور، «بلا أي سبب كالعادة»، سيتلقى رداً روسياً «سريعاً وقوياً».

وإذ أكد بوتين على تحلي بلاده بالصبر والمسؤولية والمهنية، والعقلانية في اتخاذ القرارات الحاسمة، تمنى ألا يحاول أحد أن يعبر «الخطوط الحمراء»، مشدداً على أن روسيا «ستقوم برسم هذه الخطوط بيدها».

اعتقالات قبل الخطاب
وقبل ساعات من الخطاب، داهمت الشرطة الروسية، في سان بطرسبرغ، مقرات على صلة بالمعارض المسجون، أليكسي نافالني، المضرب عن الطعام حتى الآن، والذي تم نقله إلى المستشفى في مستعمرة عقابية. كما ذكر محامون أن الشرطة الروسية ألقت القبض على اثنين من أوثق حلفاء السياسي المعارض الروسي، بعدما انطلقت احتجاجات مندّدة «بتدهور حالته الصحية في السجن».

في هذا الإطار، أشار المحامي، فلاديمير فورونين، في تغريدة على «تويتر»، إلى أن الشرطة اعتقلت الشريكة في منظمة نافالني، ليوبوف سوبول. كما ذكرت منظمة «أو في دي-انفو» المتخصّصة غير الحكومية أن عمليات دهم جرت في 20 مدينة روسية على الأقل خلال يومي الثلاثاء والأربعاء.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا