اعتذرت الحكومة البريطانية عن عدم تكريم عشرات آلاف قتلى الحرب العالمية الأولى، من عسكريّي المستعمرات البريطانية السابقة، الذين يغلب عليهم الهنود والأفارقة.
وكان تقرير بريطاني مُستقل، قد وجد أنّ هؤلاء لم يكرّموا بسبب قرارات مؤسّسة على «تحيّزات مُتأصّلة، وأفكار مسبقة، وعنصرية معمّمة ومواقف إمبريالية معاصرة».

ووثّق التقرير، المعدُّ بطلب من لجنة «الكومنولث لمقابر الحرب»، عدم تخليد ذكرى بين 45 ألف عسكري و54 ألفاً، غالبيّتهم هنود وأفارقة، قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى، بالشّكل الذي كُرِّم به العسكريون البيض في أوروبا.

ووفق التقرير، شُيِّدت بصفة عامة شواهدُ تذكارية جماعية، في حالة غير الأوروبيين، فيما شُيِّدت للقتلى الأوروبيين، قبورٌ تحمل أسماءهم. ووجد التقرير أن 116 ألف عسكري آخر، على الأقل، غالبيتهم من شرق أفريقيا ومصر، «لم تُخلّد ذكراهم بأسمائهم أو بأيّ شكل آخر ربما»، مشيراً إلى احتمالية وصول العدد إلى 350 ألف عسكري.

وباسم حكومة صاحبة الجلالة، قال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، أمام نواب البرلمان: «أريد أن أعتذر (...) لا يمكننا تغيير الماضي، لكن يمكننا تصحيح الأمور والتحرك».



ولجنة «الكومنولث لمقابر الحرب»، هي هيئة مُكلَّفة تكريم ذكرى مليون و700 ألف عسكري من المستعمرات البريطانية السابقة، قتلوا خلال الحربين العالميتين.

وبعد نشر التقرير، أقرّت المديرة العامة لـ«الكومنولث لمقابر الحرب»، كلير هورتون، بـ«أخطاء الماضي»، معلنةً أن لجنتها ستتحرك «على الفور لتصحيحها».

وكان وثائقيٌ نقديٌ حول المسألة، يحمل عنوان «المنسيِّين»، قدّمه النائب عن «حزب العمال»، ديفيد لامي، دفع «الكومنولث لمقابر الحرب» إلى تكليف لجنة مستقلَّة بإعداد التقرير.

وبعد صدوره، اعتبر النائب العمَّالي أن الاعتذار «لن يؤدّي (...) إلى إصلاح الإهانة التي عاناها أولئك الذين تمّ نسيانهم» وقال، عبر «تويتر»، «مع ذلك، يُوفِّر هذا الاعتذار فرصة لنا كأمّة لفحص هذا الفصل المروّع من تاريخنا، وتكريم كل جندي ضحَّى بحياته من أجلنا».



وكانت الحكومة قد نشرت، في نهاية آذار الماضي، تقريراً يقلّل من وجود العنصرية في المجتمع البريطاني، ويخلصُ إلى أن المملكة المتحدة لا تَحوي «عنصرية مؤسساتية»، وهو ما أثار جدلاً في حينه.