يستميت بايدن لإظهار نفسه مختلفاً عن ترامب الذي تعرّض لهجوم شرس عقب لقائه بوتين
وتبرز استماتة بايدن لإظهار نفسه مختلفاً عن سلفه دونالد ترامب، الذي تعرّض لشتى أنواع الهجمات في أعقاب لقائه المغلق مع الرئيس الروسي، في هلسنكي، منتصف عام 2018، بحجّة أن ما جرى بحثه في الاجتماع ظلّ بعيداً عن الإعلام، على رغم أن القمة نفسها، وإن كانت إيجابية، إلّا أنها لم تُنتِج توافقات من شأنها أن تُحدث اختراقات في العلاقات. والجدير ذكره، هنا، أن الرئيس الأميركي، أيّاً كان اسمه، ليس مسؤولاً وحده عن توجيه السياسة الخارجية لبلاده، ولا سيما حين يتعلّق الأمر بروسيا، التي لا تزال المؤسسة العسكرية الأميركية تضعها في مصاف التهديد الوجودي، على خلفية قدراتها النووية أوّلاً، وما ورثته من عقلية الحرب الباردة ثانياً. هكذا، يذهب الرئيس الحالي إلى القمّة متأبّطاً، مثلاً، ملفّات حقوق الإنسان، ومتعهّداً بأن يحدّد لبوتين، خلال لقائهما، ما هي «الخطوط الحمر»، على رغم «(أننا) لا نسعى إلى نزاع مع روسيا، لكنّنا سنردّ إذا واصلت أنشطتها»، على حدّ قوله. وفي حين وصف بايدن الرئيس الروسي بأنّه رجل «ذكي» و»صلب»، استبق بوتين اللقاء بالإشادة بخبرة نظيره الأميركي مقارنة بسلفه، ترامب. وقال، في حوار مع شبكة «إن بي سي» الأميركية: «الرئيس بايدن يختلف، بالطبع، جذرياً عن ترامب، لأنه محترف وعمل طوال حياته الواعية في السياسة». وأضاف: «هذا شخص مختلف. هناك إيجابيات وسلبيات، ولكنني آمل كثيراً أنه لن تكون هناك حركات اندفاعية من قِبَل الرئيس الجديد، وأننا سنلتزم بقواعد ما للتواصل، وسنتمكّن من الاتفاق على أمور وإيجاد نقاط التلاقي».
وخُطِّط لأن تتكوّن المحادثات من ثلاثة أجزاء، «أوّلها في إطار ضيق، ثم موسّع، ففاصل قصير لتناول الشاي والقهوة ومواصلة المفاوضات»، على أن يتحدّث الرئيسان، بعد ذلك، في مؤتمرين صحافيين منفصلين، فيما يلتقي بوتين، بعد انتهاء القمة، نظيره السويسري. وإلى أوشاكوف، يضمّ الوفد المرافق لبوتين وزير الخارجية سيرغي لافروف، والسفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف، ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف، ونائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، ونائب مدير ديوان الرئاسة الروسية ديمتري كوزاك، والمبعوث الروسي للتسوية السورية ألكسندر لافرينتييف. وأشار أوشاكوف إلى أن موسكو وواشنطن اتّفقتا على جدول أعمال القمّة، ليشمل وضع وآفاق الدفع بالعلاقات الروسية - الأميركية، وقضايا الاستقرار الاستراتيجي، ومكافحة الجرائم الإلكترونية، والتعاون الاقتصادي، والمناخ، ومنطقة القطب الشمالي، ثم القضايا الإقليمية مثل الأوضاع في الشرق الأوسط، وسوريا، وليبيا، والبرنامج النووي الإيراني، وأفغانستان، وشبه الجزيرة الكورية، وإقليم ناغورنو قره باغ، وأوكرانيا، فيما لم يستبعد احتمال تطرُّق الرئيسين إلى قضايا أخرى، مثل بيلاروسيا والمعارض الروسي المعتقل أليكسي نافالني.