أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن القوات التركية ستظلّ في أفغانستان إلى حين «انتهاء الحاجة» إلى وجودها، مشيراً في ختام «منتدى أنطاليا الديبلوماسي» إلى أن حكومة أفغانستان تُريد بقاء تركيا على أراضيها.
وقال جاويش أوغلو إن مهمة تأمين مطار كابول الدولي لن تكون بإمكانيات تركيا وحدها، مؤكداً حاجتها إلى «دعم أطراف عديدين، وعلى رأسهم الحكومة الأفغانية، للنجاح في هذه المهمة».

وكان الوزير التركي قد اجتمع مع نظيريه الإيراني محمد جواد ظريف، والأفغاني محمد حنيف أتمر، في أنطاليا التركية. كذلك، اجتمع مع نظيره الباكستاني شاه محمود قريشي.





وبالتوازي، بحث كلّ من وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره التركي خلوصي أكار، في اتصال هاتفي، «التعاون بين تركيا والولايات المتحدة، ومواصلة الوجود الديبلوماسي في أفغانستان»، وفق ما أورد بيان لـ«البنتاغون».

وتأتي هذه التطورات، بالتزامن مع تدهور متسارع في الوضع الأمني داخل أفغانستان، وهو ما استدعى خلال الساعات الماضية استبدال كابول وزيري الدفاع والداخلية ورئيس أركان الجيش، إذ عُيّن بسم الله خان محمدي قائماً بأعمال وزير الدفاع بدلاً من أسد الله خالد، وعبد الستار ميرزاكوال وزيراً جديداً للداخلية بدلاً من حياة الله حياة، والجنرال ولي محمد أحمدزي رئيساً جديداً لأركان الجيش خلفاً للجنرال ياسين ضياء.

والجمعة الماضي، قُتل وأصيب العشرات من القوات الخاصة الأفغانية في مواجهات مع مقاتلي «طالبان»، خلال معركة لاستعادة السيطرة على منطقة استولت عليها الحركة، في إقليم فارياب (شمال).

ومنذ بدأت القوات الأميركية عملية سحب قواتها من أفغانستان، سيطرت «طالبان» على 30 منطقة على الأقل.

وفي ظل هذ التطورات، تعمل واشنطن، وفق صحيفة «واشنطن بوست»، على مراجعة خطط سحب قواتها من أفغانستان. وفي التفاصيل، نقلت الصحيفة الأميركية، عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، لم تسمّه، قوله إن بعض أفراد الخدمة في قاعدة «باغرام» الجوية قد طُلب منهم بالفعل توقّع تأجيل انسحابهم.

و«باغرام» هي أكبر قاعدة جوية في أفغانستان، وكانت تُستخدم لشنّ هجمات جوية على مواقع «طالبان».

غني في البيت الأبيض... و«طالبان» مُتفهّمة!

أعلن «البيت الأبيض» في بيان، أن الرئيس الأفغاني أشرف غني سيزور وكبير مفاوضي الحكومة في المحادثات مع «طالبان» عبد الله عبد الله، واشنطن في 25 حزيران الحالي. ووفق البيان، ستؤكد الزيارة «الشراكة الدائمة بين الولايات المتحدة وأفغانستان في وقت يستمر فيه الانسحاب العسكري».

في المقابل، أعرب رئيس المكتب السياسي لـ«حركة طالبان»، الملا عبد الغني بردار، في بيان، تفهّم حركته لأسئلة واستفسارات العالم والأفغان بشأن شكل النظام السياسي الذي سيتمّ إنشاؤه بعد انسحاب القوات الأجنبية، معتبراً أن مشاركة «طالبان» في المفاوضات في حدّ ذاتها و«دعمها من جانبنا» يُشير صراحة إلى «أننا نؤمن بحل القضايا من خلال التفاهم (المتبادل)».