تصدّرت الأحزاب اليسارية واليمينية الانتخابات الإقليمية الفرنسية، أمس، متفوقةً على حزب الرئيس، إيمانويل ماكرون، «الجمهورية إلى الأمام» الوسطيّ، وحزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف، برئاسة مارين لوبان، في انتخابات اتّسمت بانخفاض قياسي في نسبة المشاركة، وفق ما أفادت صحيفة «بوليتيكو».
على الصعيد الوطني، حصدت الأحزاب اليسارية 34% من الأصوات، مقابل 29% من الأصوات لليمين، و19% لحزب لوبان. أما حزب ماكرون، والذي تحالف في بعض الأحيان مع وسطيين آخرين أو محافظين، فنال حوالى 11% من الأصوات. وفي بعض المناطق، فشل مرشّحو ماكرون في تجاوز عتبة الأصوات التي تخوّلهم خوض الجولة الثانية.

وفيما كان حزب «الجبهة الوطنية» بقيادة لوبان، يطمح إلى الفوز بستة أقاليم من بين 13، لم يتمكن من الفوز إلا في جنوبي إقليم «ألب كوت دازور» ( Provence-Alpes-Côtes d’Azur)، بتقدم ضئيل. وبذلك، يكون الحزب قد فقد 9% من نسبة الدعم الذي تلقّاه في الانتخابات المحليّة الأخيرة، في عام 2015.

واللافت في هذه الانتخابات، التي تُعدّ مؤشراً مهماً إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية في عام 2022، كان امتناع 68% من المقترعين من المشاركة في الانتخابات، في انعكاس لفشل ماكرون ولوبان «في تعبئة مناصريهما»، على حدّ تعبير صحيفة «ذا غارديان البريطانية».

على إثره، نقلت الصحيفة عن أحد أعضاء حزب «الجمهورية إلى الأمام»، أورور بيرجيه، قولها إن نتيجة الانتخابات هذه كانت «صفعة ديمقراطية»، لافتةً إلى أنه «لا يمكن الاستخفاف بما حصل».

من جهتها، تذرّعت لوبان بنسبة المشاركة الضئيلة، لتبرر هذه الانتكاسة، واصفةً الإقبال الضئيل بـ«الكارثة المدنيّة التي تشوه الواقع الانتخابي للبلاد» . كما حثّت مؤيديها على القدوم إلى صناديق الاقتراع في الجولة الثانية، بحسب صحيفة «فرانس 24».

وأضافت الصحيفة، أن ماكرون اضطرّ إلى رؤية حزبه الوليد يعاني من انتكاسة جديدة في استطلاعات الرأي، بعد عام من أدائه السيّئ في الانتخابات البلدية.