ففي آخر التطورات الميدانية، سيطرت حركة «طالبان»، اليوم، على معبر «شير خان»، الذي يقع على بعد 50 كلم من ولاية قندوز، ويربط أفغانتسان بطاجيكستان وبقية دول آسيا الوسطى.
وفي السياق، أوضحت مبعوثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان، ديبورا ليونز، لمجلس الأمن الدولي، أن «أكثر من 50 مقاطعة من أصل 370، سقطت في أيدي حركة طالبان، منذ بداية أيار الماضي»، محذرةً من أن «معظم المقاطعات التي سقطت تقع في محيط العواصم الإقليمية، مما يشير إلى استعداد طالبان للاستيلاء على هذه العواصم، بمجرد انسحاب القوات الأجنبية بالكامل من البلاد».

وحول آخر تطورات عملية سحب القوات الأجنبية، أعلنت «القيادة المركزية الأميركية»، في بيان، تجاوز نسبة الانسحاب حتى 21 أيار الماضي الـ50 في المئة.

ووفق البيان، سحب الجيش الأميركي «ما يعادل 763 حمولة من طائرة الشحن C-17 من المواد والعتاد من أفغانستان»، وسلّم «6 منشآت إلى الجيش الأفغاني».

مراجعة خطط الانسحاب
التطورات الميدانية الأخيرة، دفعت الجيش الأميركي إلى إعادة درس خطط سحب قواته من جديد. وحول ذلك، قال المتحدّث باسم «البنتاغون»، جون كيربي، في مؤتمر صحافي، أمس، إن «الخُطط يُمكن أن تتبدّل وتتغيّر إذا تغيّر الوضع». وأضاف: «إذا كانت هناك أية تغييرات يتعيّن إجراؤها بما يتعلق بوتيرة أو نطاق أو حجم الانسحاب في أي يوم أو أسبوع معين، فنحن نريد الاحتفاظ بالمرونة للقيام بذلك».

إلّا أن كيربي أكد أن «هناك شَيئين لم يتغيَّرا: أولاً، سنُنجز الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان، باستثناء تلك التي ستبقى لحماية الوجود الدبلوماسي، وثانياً، سيتمّ ذلك بحلول مطلع أيلول المقبل».

وأوضح كيربي أنه «ما دامت لدينا القدرات في أفغانستان، سنواصل تقديم المساعدة للقوات الأفغانية، لكن عندما يقترب الانسحاب من نهايته، ستنخفض هذه القدرات، ولن تكون متاحة بعد ذلك». وللتأكيد على هذه النقطة، قال كيربي، للصحافيين: «بينما أتحدّث إليكم، ما زلنا نُقدّم بعض الدعم، لكن هذا الوضع سيتغيّر».

الدور التركي
قال المتحدث باسم «البنتاغون»، جون كيربي، إن تركيا وافقت على لعب «دور ريادي» في حماية مطار كابول الدولي، إلّا أنه لفت إلى أن العمل لا يزال مستمراً بخصوص التفاصيل، «فهناك الكثير من الأمور التي ينبغي القيام بها»، وفق تعبيره.

ولبحث هذه الأمور «التي ينبغي القيام بها»، تترقب أنقرة زيارة لمسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية، الخميس المقبل، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مسؤولين أتراك، رفضوا الكشف عن هوياتهم.

مفاوضات الدوحة
حثّ المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، اليوم، أطراف النزاع على إجراء مفاوضات «جدّية» حول «تحديد خارطة طريق سياسية من أجل مستقبل أفغانستان». وقال إن الإدارة الأميركية لا تزال تعتبر أن «حلاً تفاوضياً» هو «السبيل الوحيد لوضع حد لحرب مستمرة منذ أربعين عاماً».

ويأتي الموقف الأميركي قبل ثلاثة أيام من زيارة مرتقبة للرئيس الأفغاني أشرف غني إلى البيت الأبيض.