أكد رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على كسب الحرب في أفغانستان، حتى لو وافقت إسلام أباد على توفير قواعد عسكرية لواشنطن، لمساعدتها في «شن عمليات مكافحة الإرهاب».
وأوضح في مقال نشرته صحيفة «ذا واشنطن بوست» الأميركية، أمس، أنه إذا رضخت باكستان لمطلب الولايات المتحدة، فستتحول مرة جديدة إلى «هدف للإرهابيين»، في حالة اندلاع حرب أهلية، وعدم اللجوء إلى تسوية سياسية لحل الصراع في أفغانستان.

وأشار خان في مقاله، إلى التشدد المستمر منذ أكثر من عقدين، والذي يطارد الدولة المسلمة النووية في جنوب آسيا، لوقوفها إلى جانب واشنطن في ما يسمّى بحربها ضد الإرهاب، قائلاً: «بعد الانضمام إلى الجهود الأميركية، تمّ استهداف باكستان باعتبارها متعاونة معها؛ فعانينا من الإرهاب من جهة حركة طالبان باكستان ومجموعات أخرى».

كما لفت إلى أن هجمات الطائرات الأميركية بدون طيار، «لم تجعل واشنطن تربح الحرب، لكنها تسببت في خلق كراهية تجاه الأميركيين؛ ما أدى إلى تضخّم صفوف الجماعات الإرهابية ضد بلدينا».

وتابع: «ببساطة، لا نستطيع تحمّل ذلك. لقد دفعنا بالفعل ثمناً باهظاً للغاية. وفي الوقت نفسه، إذا لم تستطع الولايات المتحدة، مع أقوى آلة عسكرية في التاريخ، أن تكسب الحرب من داخل أفغانستان بعد 20 عاماً، فكيف ستكسبها من خلال القواعد في بلدنا؟».

ورفضت إسلام أباد بالفعل السماح للولايات المتحدة بتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب من داخل أراضيها، بعد الانسحاب المقرر لواشنطن من أفغانستان، بحلول 11 أيلول القادم.

وفي السياق، أفاد خان بأن باكستان «مستعدة لتكون شريكاً من أجل السلام في أفغانستان مع الولايات المتحدة. لكن مع انسحاب القوات الأميركية، سنتجنب المخاطرة عبر الانخراط بمزيد من الصراع».

كما أقرّ خان بأن إسلام أباد ارتكبت خطأً بالاختيار بين الجماعات المتحاربة، وقال إن باكستان «تعلّمت من تلك التجربة، وليس لديها أي جهة مفضّلة في أفغانستان»، مضيفاً: «نعارض أي سيطرة عسكرية على أفغانستان، لأنه لن يؤدي إلا إلى عقود من الحرب الأهلية». كما أشار إلى أنه في حال حاولت طالبان إعلان نصر عسكري، فإن ذلك سيؤدي إلى إراقة دماء لا نهاية لها.

وفي مقارنة بين الخسائر التي تكبدتها إسلام أباد أثناء الحرب ضد الإرهاب، والتعويضات الأميركية، قال خان: «قُتل أكثر من 70 ألف باكستاني. فيما قدمت الولايات المتحدة 20 مليار دولار كمساعدات»، مؤكداً أن خسائر الاقتصاد الباكستاني تجاوزت الـ 150 مليار دولار، إضافة إلى انهيار قطاعي السياحة والاستثمار.

واختتم بالاعتراف بأن باكستان أرسلت جيشها إلى الحزام القبلي الشمالي الغربي، المتاخم لأفغانستان، بسبب الضغط الأميركي في العام 2004، ما أدّى إلى موجة مميتة من التفجيرات الانتحارية، والهجمات الإرهابية ضد القوات المسلّحة والمدنيين.