أكّد رئيس الأركان الأميركي، الجنرال مارك ميلي، أمس، أن حركة طالبان اكتسبت «زخماً استراتيجياً» في هجماتها في أنحاء أفغانستان، إلا أن انتصارها غير مضمون إطلاقاً، مشدداً على أن «سيطرتها العسكرية بشكل تلقائي ليست أمراً مفروغاً منه».
يأتي هذا بعدما بات مسلّحو التنظيم يسيطرون على حوالى نصف المناطق الأفغانية البالغ عددها 400 تقريباً، لكن بدون أن يسيطروا على أي من مدن البلاد الرئيسية، فيما «تعزز» أجهزة الأمن الأفغانية قواتها في المدن الرئيسية، بحسب ما أفاد ميلي خلال مؤتمر صحفي.

وبالرغم من أن القوات الأفغانية تلقّت تدريباً وتجهيزات من الولايات المتحدة، ورغم أن عديدها يفوق بأشواط مقاتلي «طالبان»، وفق التقديرات، فإن العدد ليس المعيار المرجّح لحسم الحرب، وفق ميلي.

وتابع أن العامليْن الأكثر أهمية في القتال حالياً «هما الإرادة والقيادة. وهذا سيكون بمثابة اختبار الآن لإرادة وقيادة الشعب الأفغاني، وقوات الأمن الأفغانية وحكومة أفغانستان».

وتشنّ الحركة عمليات عسكرية واسعة في أنحاء أفغانستان، سيطرت خلالها على أراض ومعابر حدودية وطوّقت مدناً، مع قرب اكتمال انسحاب القوات الأجنبية. وقد انعكس ذلك سلباً على معنويات القوات الأفغانية المستنزفة بفعل سنوات الحرب وبقرار انسحاب القوات الأجنبية.

وكانت «طالبان» قد أكدت أمس، أنها لن تقاتل في عطلة عيد الأضحى إلا للدفاع عن النفس، لكنها لم تعلن عن وقف رسمي لإطلاق النار، على غرار ما جرى في أعياد إسلامية سابقة.

الحضور الأميركي مستمر
من جهته أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن الولايات المتحدة سلّمت الجيش الأفغاني الجمعة ثلاث مروحيات من طراز «بلاك هوك»، وأنها ستسلّمه مزيداً من العتاد العسكري في الأيام المقبلة.

وأضاف: «سنظلّ ملتزمين مساعدة الجيش الأفغاني والحكومة الأفغانية في المستقبل».

ووفقاً للجنرال ميلي، فإن الانسحاب الأميركي من أفغانستان اكتمل بنسبة 95%، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة سحبت من هذا البلد تسعة آلاف عسكري ومدني أميركي، وعتاداً بحجم يعادل شحنات 984 طائرة من طراز سي-17.

غير أن رئيس الأركان أوضح من جهة أخرى أن «مجموعة صغيرة من العسكريين بشكل رئيسي، إضافة إلى عدد من المدنيين والمقاولين، فضلاً عن دبلوماسيين، لا تزال في أفغانستان لضمان الأمن وتعزيز وجودنا الدبلوماسي في كابول».