أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، أن تحقيق نمو اقتصادي في الشرق الأوسط أساسي للتغلب على التطرّف، مروّجاً لبلاده كمحور تجاري إقليمي وأحد دعائم الاستقرار.
ويقوم روحاني بزيارة تستمر أربعة أيام لإيطاليا وفرنسا يسعى في خلالها لإعادة العلاقات مع الغرب، بعد أسبوعين على رفع العقوبات المفروضة على طهران، إثر بدء تنفيذ الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع القوى العالمية العام الماضي. وهو اليوم يتوجه إلى باريس بعد يومين قضاهما في روما والفاتيكان.
وفي إشارة إلى تحسن العلاقات المتزايد، توقع روحاني أن يزور رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي إيران، خلال الأشهر المقبلة، للمساعدة في تعزيز التحالفات الاقتصادية الثنائية.
وقال روحاني في منتدى لرجال الأعمال، في اليوم الثاني من زيارته روما: "نحن نرحب بالاستثمار وبالتكنولوجيا وبتأسيس سوق جديدة للتصدير"، مضيفاً أن إيران لديها طموحات لتطوير اقتصادها، بعد أعوام من القيود والمصاعب". وتابع: "بمقتضى الشروط الجديدة، نريد أن نصدر 30 في المئة مما ننتجه في إيران"، داعياً إلى الاستثمار السريع "في الدولة الأكثر أمناً واستقراراً في المنطقة".
أكد مندوب مجلس الشورى وجود وساطات دولية لحل الخلاف السعودي ــ الإيراني

بدوره، قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني: "نحن لا نسعى لمجرد تنشيط تعاوننا مع إيران، بل لإطلاق تحالف استراتيجي شامل".
أما رئيس الهيئة الإيطالية للتجارة الخارجية ريكاردو مونتي، فقد أكد أن ثمة في إيران "حاجة هائلة للاستثمارات والمهارات"، مضيفاً أن العلاقات الدبلوماسية الجيدة "تعود بالفائدة" على إيطاليا، لكن "ثمة طابور انتظار للاستثمار في إيران".
من جهته، أعلن رئيس غرفة التجارة الإيرانية محسن جلال بور أنه يجب "تسريع الأمور"، لأن المؤسسات الإيرانية لا تملك موارد مالية كبيرة و"علينا تطوير نظام مالي" حديث.
وفي وقت لاحق، خلال اجتماع استمر 40 دقيقة في مكتب البابا فرنسيس، طلب البابا من روحاني أن يعمل مع دول الشرق الأوسط الأخرى لإحلال السلام ووقف انتشار العنف وتهريب السلاح في المنطقة. وقال البابا بالإيطالية: "أشكركم كثيراً على الزيارة وآمل في السلام"، بينما رد روحاني بالفارسية عند خروجه من المكتبة البابوية: "سرني كثيراً لقائي بك وأتمنى لك التوفيق". وأضاف روحاني: "إذا أردنا محاربة التطرف في العالم ومحاربة الإرهاب، فإن إحدى الطرق أمامنا تتمثل في تحقيق نمو وتوفير وظائف"، مؤكداً أن "عدم تحقق نمو يهيئ الأجواء للإرهاب. البطالة توفر جنوداً للإرهابيين".
وقدم البابا لضيفه ميدالية للقديس مارتن (317-397)، المعروف بأعماله الخيرية مع المحرومين. وقال لروحاني: "إنها تمثل مارتن الذي نزع معطفه وألبسه لرجل فقير. إنها رمز للأخوة بلا مقابل". وقدم إليه أيضاً نسختين من رسالته العامة "كن مسبحاً" حول العناية بالبيت المشترك باللغتين الإنكليزية والعربية، نظراً إلى عدم وجود نسخة بالفارسية.
في سياق آخر وفي ما يتعلق بآخر التطورات المرتبطة بالأزمة الأخيرة بين السعودية وإيران، أكد مندوب مجلس الشورى الإيراني كاظم جلالي وجود وساطات دولية ومفاوضات لحل هذا الخلاف.
وقال جلالي إن "العلاقات بين البلدين قطعتها السعودية"، مؤكداً أن "السعودية بلد مهم في العالم الإسلامي، ونحن موافقون على حل بعض المشاكل والخلافات، لكن هناك بعض المبادرات غير الصحيحة، مثل البيان الختامي لمجالس وزراء دول التعاون الخليجي الذي عقد في الرياض ضد إيران، إضافة إلى التصريحات الإعلامية ضد إيران من قبل الأطراف السعودية".
ولفت إلى أن "هناك تحركاً دولياً لحل الخلافات بين البلدين"، حيث زار السعودية ثم إيران كل من رئيس الجمهورية الصيني ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، مضيفاً أن "المفاوضات جارية لحل المشاكل وإيجاد التقارب بين البلدين".
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)