اتّهم وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أمس، مجموعة «فاغنر» الأمنية الروسية الخاصة، بـ«الحلول مكان سلطة الدولة في جمهورية أفريقيا الوسطى، وتجريدها من قدرتها المالية».
وممّا قاله لودريان في برنامج على شبكة «فرانس 5» إنه: «عندما يدخلون دولة ما، يضاعفون الانتهاكات والابتزازات والانقضاض أحياناً من أجل الحلول مكان سلطة البلد»، موضحاً أن «المثال الصارخ هو جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث تصادر القدرة المالية للدولة لكي تحصل على أجرها».

وتعارض فرنسا، المنخرطة عسكرياً في مكافحة الإرهاب في مالي، السماح لمجموعة «فاغنر» بدخول هذا البلد لتدريب قواته المسلّحة وحماية قادته. وكانت قد حذّرت بالفعل السلطة الانتقالية المالية من أن الاستعانة بهذه المجموعة قد يؤثّر على مشاركتها العسكرية في مالي.

في السياق، أكد لودريان أيضاً، أن: «هذا غير وارد بالنسبة لنا. إنه لا يتماشى مع رؤيتنا لمكافحة الإرهاب في مالي»، معتبراً «أن (فاغنر) هي في المقام الأول مجموعة من المرتزقة الروس، الذين يشنّون الحرب بالوكالة نيابة عن روسيا، حتى لو أنكرت روسيا، فلا أحد يشك في ذلك»، على حدّ تعبيره.

وكان وزير الخارجية الفرنسية قد حذّر نظيره الروسي سيرغي لافروف، على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول، من أي انخراط لمقاتلي المجموعة الروسية في النزاع الذي تشهده مالي.

وتابع لودريان: «إنّهم يتستّرون وراء فكرة أن أي دولة لها الحق في إبرام عقد مع أي شركة. ولكن الواقع ليس كذلك»، مشدداً «في الحقيقة هم مقاتلون، أشخاص ينتهكون القانون الدولي ويُضعفون سيادة الدول حتى».