ارتفعت أسعار النفط اليوم، مع استمرار أزمة في إمدادات الغاز الطبيعي والكهرباء والفحم في أنحاء العالم، فيما أدّى انخفاض درجات الحرارة في الصين إلى إحياء المخاوف بشأن ما إذا كان أكبر مستهلك للطاقة في العالم، يمكنه تلبية الطلب المحلّي على التدفئة.
وارتفع خام القياس «برنت» 35 سنتاً، بما يعادل 0.4% إلى 84.68 دولاراً للبرميل، بعدما هبط 0.6% أمس. ولا يزال العقد مرتفعاً 7% تقريباً منذ بداية الشهر.

وربحت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 70 سنتاً أو 0.9%، لتصل إلى 83.14 دولاراً، بعدما ارتفعت 0.2% في الجلسة السابقة، وبنحو 10% هذا الشهر.

في السياق، قال محلّل شؤون النفط في شركة السمسرة «بي.في.إم أويل أسوسيتس» في لندن، تاماس فارجا: «عندما تكون السوق في حالة صعود، عادة ما يكون خام برنت هو الذي يقود مسيرة الزيادة، لكن هذه المرة توفّر مسائل محلية في الولايات المتحدة دعماً إضافياً لخام غرب تكساس الوسيط».

وتابع: «ثبت أن موسم الأعاصير الأخير كان مدمّراً للغاية، لدرجة أن المنتجين الأميركيين لم يتعافوا تماماً من الضرر الناجم عن الإعصار (أيدا)».

من جهتهم، أكد متعاملون ومحلّلون أنه مع انخفاض درجات الحرارة في ظل اقتراب فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، وزيادة الطلب على التدفئة، من المرجّح أن تظل أسعار النفط والفحم والغاز الطبيعي مرتفعة.

وبدأت برودة الطقس تسود الصين بالفعل، مع توقع درجات حرارة قريبة من التجمّد في المناطق الشمالية، بحسب موقع «أكيو ويذر».

وارتفعت العقود الآجلة للفحم في الصين 7.8% اليوم، كما ارتفعت الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم أيضاً. ومن المتوقع أن يتسبب ارتفاع أسعار الفحم والغاز الطبيعي في آسيا، في تحوّل بعض المستخدمين النهائيين إلى النفط منخفض التكلفة كبديل.

لكن بيانات رسمية أظهرت أمس، أن أزمة الطاقة التي تسببت في ارتفاع الأسعار تضرّ أيضاً بالنمو الاقتصادي الصيني الذي انخفض إلى أدنى مستوياته في عام.