رفضت تسع دول بينها النمسا والدنمارك وفنلندا وألمانيا وإيرلندا وهولندا، في بيان مشترك قبل اجتماع طارئ عقده وزراء الطاقة الأوروبيون، لبحث كيفية التعامل مع ارتفاع أسعار الغاز، اليوم، مقترحات إسبانية وفرنسية لإدخال إصلاحات في سوق الاتحاد الأوروبي.
وأشارت لوكسمبورغ، التي كانت بين الدول الموقعة، إلى أن السويد وبلجيكا وقّعتا أيضاً على البيان ما رفع العدد الإجمالي للدول الداعمة له إلى 11.

وسعت إسبانيا لإقناع الدول الأعضاء بدعم خطتها التي تقوم على شراء دول التكتل الغاز، بشكل مشترك على غرار الطريقة التي اشترت من خلالها لقاحات كوفيد.

وتسعى فرنسا، الداعمة لإسبانيا، إلى إعادة تصميم سوق الطاقة الأوروبي لجعل الغاز مكوّناً أقل أهمية في تحديد الأسعار، وهو أمر يتناسب مع مزيج الطاقة المحلي لديها والذي يأتي 70 في المئة منه من الطاقة النووية.

وجاء في البيان أنه «تم بناء السوق الداخلي للغاز والكهرباء بشكل مشترك وتدريجي على مدى العقود الماضية. تساهم الأسواق التنافسية في الإبداع وأمن الإمداد وتمثل بالتالي عنصراً أساسياً لتسهيل الانتقال»، باتّجاه طموح الاتحاد الأوروبي الوصول إلى مستقبل بانبعاثات كربونية منخفضة.

وقال وزير الطاقة في لوكسمبورغ، كلود تورمس للصحافيين، لدى وصوله إلى الاجتماع: «تبالغ الحكومة الإسبانية في وعودها عندما تقول إن شراء الطاقة بشكل مشترك سيحلّ الأزمة. حل الأزمة يكون عبر الاستثمارات الفعالة».

لكن وزيرة الطاقة الإسبانية، ساره اجيسين مونوز، رأت أن ارتفاع أسعار الطاقة «استثنائي وطارئ ويستدعي تحرّكاً عاجلاً»، وأضافت: «مقترحنا واضح وقوي للغاية»، مشيرة إلى أنها تسعى لكسب تأييد نظرائها «من خلال الوقائع».

وأضافت: «الانتقال في (مصادر) الطاقة والتحوّل الصديق للبيئة، ووقف الانبعاثات الكربونية الذي تعد أوروبا ملتزمة به غير ممكن إلا إذا أدرك المستهلكون والصناعات فوائد هذا التحوّل».

ويأتي على وقع ارتفاع أسعار الطاقة على مستوى العالم مع عودة حركة اقتصادات العديد من الدول إلى الحياة بعد جمود طويل تسبب به كوفيد.

وارتفعت أسعار الطاقة في أوروبا التي تعتمد بدرجة كبيرة على الغاز والنفط المستوردين، بشكل كبير، خصوصاً على خلفية الارتفاع الذي طرأ على أسعار الغاز للبيع الفوري والتي تعد مرجعية.

وتوصلت المفوضية الأوروبية إلى سلسلة إجراءات للتخفيف من ارتفاع الأسعار على الأمد القريب، تمثّلت خصوصاً بتشجيع الدول الأعضاء على خفض الضرائب والرسوم التي تشكّل عادة حوالى ثلث فواتير الطاقة.