قدّم أكثر من ألف أفغاني من أقلّية الهزارة الشيعية، اليوم، دعمهم لحكومة «طالبان» الجديدة، مرحّبين بنهاية «الفترة المظلمة» للحكومات السابقة المدعومة من الغرب.
ولطالما تعرّضت أقلية الهزارة الشيعية التي تشكّل نحو 10 في المئة من سكان أفغانستان البالغ عددهم 38 مليون نسمة، للاضطهاد من قبل بعض المتطرفين مثل تنظيم «الدولة الإسلامية» في بلد تمزّقه الانقسامات العرقية والدينية.

واجتمع للمرة الأولى ممثلو هذه الأقلية الخميس في كابول مع مسؤولين من «طالبان» للتعبير عن تأييدهم للنظام الجديد.

وأعلن القيادي في مجتمع الهزارة والنائب السابق جعفر مهدوي، الذي نظّم التجمّع أن الحكومة في عهد أشرف غني كانت «النقطة الأكثر قتامة» في تاريخ أفغانستان.

وقال «لم تكن أفغانستان مستقلّة وكانت السفارات (الأجنبية) تتحكّم بقرارات الحكومة» مضيفاً «الحمدلله على انتهاء هذه الفترة القاتمة».

وتابع القول إن الحكّام الجُدد وضعوا حداً للحرب والفساد وانعدام الأمن المتزايد، عندما استلمت حركة طالبان السلطة، في منتصف آب.

ودعا حركة «طالبان» إلى تشكيل حكومة شاملة أكثر وإلى إعادة فتح المدارس للفتيات، مضيفاً «نأمل بأن نشهد على تشكيل حكومة شاملة مؤلّفة من ممثلين عن الشعب بأكمله، في الأسابيع والأشهر المقبلة».

وتتألّف الحكومة الحالية التي قدّمتها «طالبان» على أنها حكومة انتقالية من قادة البشتون بشكل شبه حصري، من دون تمثيل نسائي.

وأكّد المتحدث باسم «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، خلال التجمّع أن إعادة إعمار البلاد أولوية، وأكد أنه «انتهى جهادنا ضدّ الاجتياح الخارجي وسنبدأ الآن بالمحاربة من أجل بناء البلد».

ودعا رجل الدين البارز من الهوارة آية الله واعظ زادة بهسودي إلى المصالحة بين جميع الجماعات الإتنية في البلد، وقال «لنسامح بعضنا (...) إذا أرادت هذه الحكومة أن تستمر، يجب أن تحظى بدعم جميع الناس».

والهزارة الذين يشكلون من 10 إلى 20 في المئة من سكان أفغانستان البالغ عددهم 38 مليون نسمة تعرضوا للاضطهاد على مدى قرون في هذا البلد ذي الغالبية السنية.

وفي العقدين الأخيرين استهدفوا من قبل «طالبان» وتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يصنفهم على أنهم «كفار».

وشهدت مزار شريف معارك اعتبرت من الأشرس منذ سياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها «طالبان» في هجومها في أنحاء البلاد في تسعينيات القرن الماضي، إذ اتهمتها مجموعات حقوقية بقتل ما يقرب من ألفي مدني معظمهم من الهزارة، بعد السيطرة على المدينة عام 1998.

وأدّت عدة هجمات بالقنابل في السنوات الأخيرة إلى مقتل وإصابة العشرات من الهزارة في كابول ومناطق أخرى.

ووقع هجومان في حيّ دشت برشي ذات الغالبية من الهزارة في منصف تشرين الثاني، تبنّى تنظيم «الدولة الإسلامية» أحدهما.

وحتّى مع تعهّد «طالبان» بحكم أقل تشدداً، تعرّض تمثال لأحد زعماء الهزارة للتخريب بعد أيام قليلة على عودة «طالبان» إلى السلطة.

ولم تتبنّ أي جهة الهجوم على التمثال، لكن «طالبان» اكتسبت سمعة سيئة عام 2001 لتدميرها تمثالين عملاقين لبوذا في باميان باعتبارهما يخالفان الشريعة الإسلامية.