مع ظهور سلالة متحورة جديدة لفيروس كورونا في جنوب أفريقيا، بدأت الحدود تغلق. إذ قررت دول أوروبية عدة اليوم تعليق الرحلات الجوية من هذا البلد بينما فرضت بلدان أخرى بينها اليابان حجراً صحياً.
وأعلن اكتشاف السلالة المتحورة الجديدة التي قد تكون معدية جداً في جنوب أفريقيا الخميس. كما أعلن رصد إصابة أولى بها في أوروبا في بلجيكا، وكذلك في كيان الاحتلال.

وعلى الرغم من توصيات منظمة الصحة العالمية التي نصحت بعدم فرض قيود على السفر، حظرت بريطانيا وفرنسا وهولندا الرحلات الجوية من جنوب أفريقيا وخمس دول مجاورة لها. كما أوصى الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء بتعليق الرحلات من أفريقيا الجنوبية وإليها.

واعتبرت حكومة جنوب أفريقيا القرارات «متسرعة». وتشكل هذه الإجراءات ضربة جديدة للسياحة قبل الصيف الجنوبي مباشرة عندما تكون حدائق الحيوانات والفنادق ممتلئة عادة.

وقالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، في بيان «قلقنا الفوري هو الضرر الذي سيلحقه هذا القرار بالصناعات السياحية والشركات».

في هذه المرحلة يبدو العلماء في جنوب أفريقيا غير متأكدين من فعالية اللقاحات الموجودة ضد الشكل الجديد للفيروس.

وقال عالم الفيروسات، توليو دي أوليفييرا، في مؤتمر صحافي في وزارة الصحة بجنوب أفريقيا، إن المتحور الجديد ينطوي على عدد «كبير جداً» من الطفرات «ويمكننا أن نرصد إمكان انتشارها بسرعة كبيرة».

ويفيد علماء بأنّ المتحور «بي.1.1.529» يحمل ما لا يقل عن 10 نسخ مختلفة في مقابل نسختين للمتحور «دلتا».

وقال البروفسور ريتشارد ليسيلز، إن «ما يقلقنا هو أن هذا المتحور قد لا تكون لديه قدرة انتقال متزايدة فحسب، بل قد يكون قادراً على اختراق أجزاء من جهاز المناعة لدينا».

وحصل نحو 54 في المئة من سكان العالم على جرعة واحدة على الأقل من لقاح مضاد لكوفيد-19 لكن تلقى 5.6 في المئة فقط في البلدان المنخفضة الدخل اللقاح بحسب موقع «أور وورلد إن داتا».

في جنوب أفريقيا الدولة الأكثر تضرراً في القارة، تم تطعيم 23.8 في المئة من السكان بشكل كامل.

وتسبب وباء كوفيد-19 بوفاة أكثر من 1.5 مليون شخص في أوروبا وفق تعداد لوكالة «فرانس برس» استناداً إلى حصائل رسمية.

وفي المجموع، أودى الفيروس بأكثر من 5.16 مليون شخص في أنحاء العالم منذ نهاية عام 2019. إلا أن منظمة الصحة العالمية ترى أن حصيلة الجائحة الفعلية قد تكون أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات.

(أ ف ب)