إسرائيل: لتشكيل حلف مع الخليج ضد إيران والإرهاب

  • 0
  • ض
  • ض

برغم محاولة إسحاق هرتسوغ تقديم نفسه بديلاً من بنيامين نتنياهو كزعيم لإسرائيل يقودها نحو تحالف إقليمي مع الدول العربية، ومن ضمنها دول الخليج، فإنه لم يستطع أن يقدم رؤية تشكل بديلاً جذرياً لما يمارسه نتنياهو في الحكم، إلا في بعض الخطوات التكتيكية

عندما يتحدث رئيس المعارضة الإسرائيلية، إسحاق هرتسوغ، عن أن التطورات الإقليمية والتهديدات التي تمثلها إيران مع محور المقاومة، إلى جانب تنظيم «داعش» الإرهابي، تشكل فرصة تاريخية لإسرائيل، فهو يردد ما يعتقد به ويردده رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، بنفسه. لذلك نحن أمام رؤية تجمع عليها التيارات السياسية الإسرائيلية. لكن النقاش يكمن في تفاصيل الشروط المطلوب توافرها، وتحديداً على المسار الفلسطيني. حول هذه القضية، توجد مساحة إجماع واسعة بين مختلف ألوان الطيف الإسرائيلي كفيلة بالحؤول دون التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل مع السلطة الفلسطينية، لكونه لا يلتقي مع الحد الأدنى لطموحات أنصار التسوية. أيضاً، يدخل عنصر الصراع على السلطة بين الأحزاب والزعامات الإسرائيلية، حول من يقود إسرائيل ضمن إطار قواعد لعبة متفق عليها ويجسدها النظام السياسي هناك. وعلى هذه الخلفية، تتداخل العناصر الذاتية والمصلحية لكل منهم مع التباينات الفعلية بين القوى المتنافسة. في هذا السياق، دعا رئيس «المعسكر الصهيوني» والمعارضة الإسرائيلية إلى تشكيل حلف مشابه لـ«حلف الأطلسي»، بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة في موقفها من الاحتلال والسياسات الإسرائيلية. وأضاف هرتسوغ، الذي كان يلقي كلمة في «الجمعية العامة للاتحادات اليهودية في العاصمة واشنطن»، أن «مجموعة التهديدات في الشرق الأوسط توفر لإسرائيل فرصة تاريخية».

إجماع إسرائيلي على ضرورة الإبقاء على وهم التسوية
وبرغم أنه لم يتحدث عن معالم هذه الفرصة، لكن بالاستناد إلى العديد من المواقف السابقة، فهي تتمثل في الاستفادة من التحالف مع الدول العربية التي ترى إسرائيل أنها يمكنها أن تخوض معركتها في مواجهة تهديدات محدقة بالأمن القومي الإسرائيلي، وفي مقدمتها محور المقاومة في المنطقة، إلى جانب التهديدات الكامنة في انتشار الجماعات الإرهايبة التي تشكل بدورها في نهاية المطاف تهديداً للأنظمة العربية. وتريد إسرائيل أن تقدم نفسها في هذا السياق على أنها الدولة الإقليمية العظمى التي يمكن الآخرين أن يستفيدوا من قدراتها والتحالف معها في مواجهة تهديدات محدقة بأنظمتهم. هرتسوغ لفت إلى أن عداء هذه الجهات والمصالح المشتركة، يُمكّن الدولة اليهودية من العمل مع مصر والأردن ودول الخليج وغيرها للحد من توسع النفوذ الإيراني، والتغلب على «داعش»، وتسهيل تبادل المعلومات الاستخبارية، ودفع الإسرائيليين والفلسطينيين من جديد إلى طاولة المفاوضات. وفي ما يتعلق بالانتفاضة الفلسطينية، التي تكلف إسرائيل يومياً العديد من الإصابات، وتلقي بثقلها على الواقع الأمني والاقتصادي، كان هرتسوغ قد أوضح لعدد من الصحافيين أنه برغم «أننا في خضم موجة إرهابية» مليئة بالطعن وإلقاء الحجارة والإصابات... علينا أن ننظر أبعد من ذلك ونتخذ الخطوات التي يمكنها أن تغير مجرى التاريخ في المنطقة». ولم يجد في إقناع المستمعين باستراتيجيته في الفوز على نتنياهو، خلال الانتخابات المقبلة (الذي يترأس الحكومة منذ العام 2009)، سوى الرهان على أن الإسرائيليين سيعون في نهاية المطاف أن نهج نتنياهو «العيش بحكم السيف» وحده غير قابل للاستمرار. ومع ذلك، لم يستبعد الرجل دعم نتنياهو في حال تقديمه اقتراحاً لإحداث «تغيير تاريخي» في المنطقة. أما بخصوص موارد التمايز عن نتنياهو في عملية التسوية، فاقتصر على تعهده بتجميد البناء في المستوطنات خارج الكتل الاستيطانية، التي يتفق مع «الليكود» على ضمها لإسرائيل في أي تسوية نهائية، وأنه سيتحدث أمام البرلمان الفلسطيني في رام الله لإثبات أن الجانبين «يفهمان آلام بعضهما». ورأى أيضاً أنه ينبغي أن يكون هناك اعتراف متبادل بالدولة القومية لكل من الدولتين، والقيام بترتيبات أمنية صارمة على الجانبين، بما فيها احتفاظ إسرائيل بغور الأردن ممراً أمنياً. وبهدف الإبقاء على وهم التسوية قائماً، وعدم الاعتراف بانسداد الآفاق أمام التوصل إلى تسوية نهائية في ظل الشروط الإسرائيلية، خوفاً من اتساع تبني خيار المقاومة داخل الشعب الفلسطيني، أكد هرتسوغ قائلاً: «لست على استعداد للقول إنه ليس هناك أمل. علينا المضي قدماً والمحاولة مرة أخرى... رغم أن الواقع يبدو كئيباً الآن، وحزيناً ومروعاً، ينبغي للمرء أن يخلق الأمل».

  • لم يستطع هرتسوغ أن يقدم رؤية بديلة لما يمارسه نتنياهو

    لم يستطع هرتسوغ أن يقدم رؤية بديلة لما يمارسه نتنياهو

0 تعليق

التعليقات