أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في كلمة أمام السفارة الأميركية في كييف، خلال جولته الأوروبية، أنّ واشنطن تفضّل حلّ المشاكل المتعلّقة بأوكرانيا سلمياً مع موسكو، معلناً في الوقت نفسه عن مساعدة عسكرية جديدة لدعم أوكرانيا.
وفي حين اعتبر بلينكن أنّ «حشد القوات الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا يعني أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قادر على إعطاء أوامر بالهجوم على أوكرانيا في وقت سريع»، على حدّ زعمه، أمِل بشدة «أن تلتزم روسيا بالمسار السلمي والدبلوماسي، عندما يذهب لمقابلة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في جنيف هذا الأسبوع، لاستكمال المباحثات حول المسألة الأوكرانية»، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية.

وتابع أمام الدبلوماسيين الأميركيين في السفارة: «نعلم أنّ هناك خططاً لزيادة أعداد القوات الروسية خلال وقت قصير، لاتخاذ المزيد من التدابير العدوانية ضد أوكرانيا».

مساعدة عسكرية
وخلال زيارته، أعلن بلينكن أنّ إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، خصّصت مبلغاً إضافياً لدعم كييف بقيمة 200 مليون دولار، بحسب وكالة «أسوشيتيد برس» الأميركية.

وحول المساعدة، أفاد مسؤول أميركي رفيع المستوى للوكالة أنّه «تمّت الموافقة على حزمة المساعدات في أواخر كانون الأول، وهي تندرج ضمن الجهود الرامية إلى جعل أوكرانيا قادرة على الدفاع عن نفسها»، على حدّ تعبيره.

وتابع: «نحن ملتزمون بسيادة أوكرانيا وبسلامة أراضيها، وسنواصل تقديم الدعم الذي تحتاجه»، من دون أن يذكر تفاصيل محتوى المساعدة العسكرية.

وكان بلينكن قد توجّه إلى أوكرانيا، أمس، في زيارة تهدف إلى التعبير عن دعم واشنطن لكييف، في مواجهة ما تزعم أنّه «غزو روسي محتمل» لهذه الأخيرة، في وقت ترفض روسيا باستمرار اتهامات الغرب وأوكرانيا، مؤكّدةً أنّها لا تهدد أحداً ولن تهاجم أحداً، وأنّ لها حق التصرف بقواتها على أراضيها.

وبعد لقائه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ووزير الخارجية دميترو كوليبا، اليوم، سيتوجه بلينكن إلى برلين، للاجتماع مع وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، ثم مع المجموعة الرباعية التي تضمّ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وفي 17 كانون الأول الماضي، اقترحت وزارة الخارجية الروسية اتفاقيات بين موسكو وواشنطن، حول ضمانات وتدابير أمنية هادفة إلى ضمان أمن روسيا والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، تقضي بمنع القوى الغربية من التوسع باتجاه الحدود الروسية، وعدم نشر قوات في أي من الجمهوريات السوفياتية السابقة، والتمتّع بحق النقض في ما يتعلّق بضم أوكرانيا إلى الحلف، وغيرها.

وجرت مشاورات حول هذه الاقتراحات في جنيف في 10 من كانون الثاني بين واشنطن وموسكو، أعقبها اجتماع لمجلس روسيا وحلف شمال الأطلسي في بروكسل في 12 كانون الثاني، وجلسة للمجلس الدائم «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا» في فيينا في 13 كانون الثاني.

غير أنّ هذه المشاورات لم تثمر عن نتائج مهمة، ولا سيّما أنّ موسكو أعلنت، في وقت سابق، أنّه لم يتمّ التوصل إلى تسوية حول القضايا الرئيسية التي جرت المباحثات من أجلها، وأنّها تنتظر أجوبة واضحة من واشنطن حول مطالبها الأمنية قبل استئناف المحادثات في جنيف.

امتنان من دعم واشنطن
من جهته، شكر الرئيس الأوكراني الولايات المتحدة على «دعمها لبلاده في هذه الفترة العصيبة».

وقال لبلينكن: «أود أن أشكرك على الدعم والمساعدة العسكرية لأوكرانيا ولزيادة هذه المساعدة، خاصة في ظل هذه الفترة العصيبة».