أوقف جنود متمرّدون في بوركينا فاسو، الرئيس، روش مارك كريستيان كابوري، اليوم، واعتقلوه في ثكنة للجيش بعد يوم واحد من بدء التمرّد، وفق ما أفادت مصادر أمنية لـ«فرانس برس».
وقال مصدران أمنيان إن «الرئيس كابوري ورئيس البرلمان والوزراء باتوا فعلياً في أيدي الجنود، وهما في ثكنة (سانغولي لاميزانا) في واغادوغو».

يأتي هذا بعدما تمرّد جنود في عدد من الثكنات العسكرية في مختلف أنحاء البلاد أمس، مطالبين بإقالة كبار مسؤولي الجيش، وتخصيص موارد إضافية لمواجهة المجموعات الجهادية، وغيرها من المطالب.

وسُمع إطلاق نار في وقت متأخّر الأحد قرب منزل الرئيس في العاصمة، فيما أفاد شهود عيان بأنهم رأوا مروحية تحلّق فوق المكان. كما ساد التوتر والإرباك في العاصمة اليوم، حيث قُطعت خدمة الإنترنت عن الهواتف المحمولة منذ أمس، ما زاد من صعوبة التحقّق من صحة الشائعات التي تتحدث عن أن البلد يشهد انقلاباً جديداً.

وأفاد مراسل «فرانس برس»، بأن «حوالى عشرة جنود ملثّمين انتشروا في واغادوغو اليوم أمام مقرّ تلفزيون بوركينا فاسو الرسمي». ولم يتضح بعد إذا كان هؤلاء الجنود من المتمرّدين وقدموا للسيطرة على مقر إذاعة وتلفزيون بوركينا فاسو، أم أنهم جنود موالون للحكومة انتشروا لحراسته.

وكانت مشاعر الإحباط قد تصاعدت في البلاد في الأشهر الأخيرة، بسبب حوادث القتل المتكرّرة لمدنيّين وجنود على أيدي متشددين، بعضهم على صلة بتنظيمَي الدولة الإسلامية والقاعدة.

وبوركينا فاسو هي واحدة من أفقر البلدان في غرب أفريقيا، على الرغم من كونها منتجة للذهب. وقد تكبّد جيشها خسائر فادحة على أيدي متشدّدين يسيطرون على مساحات شاسعة من البلاد.

نفي الانقلاب
من جهتها، دعت الحكومة، على لسان متحدّثها، الكاسوم مايغا، المواطنين إلى الالتزام بالهدوء عقب إعلان مصادر عسكرية عن سماع دوي إطلاق نار في عدة ثكنات، بينها اثنتان داخل العاصمة.

وقال مايغا في بيان، إن «المعلومات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تدفع الناس إلى الاعتقاد بأن الجيش استولى على السلطة»، مؤكّداً: «الحكومة، ورغم اعترافها بصحّة وقوع إطلاق النار في ثكنات معينة، فهي تنفي هذه المعلومات حول استيلاء الجيش على السلطة، وتدعو السكان إلى التزام الهدوء».