دمشق | بعدما كشفت الحكومة الروسية عن نيّة الأميركيّين إرسال مقاتلين يتمّ تجهيزهم في قاعدة التنف إلى أوكرانيا، تتكاثف المعطيات التي تُشير إلى احتمال استعانة واشنطن بخلايا تنظيم «داعش»، المنتشرة في البادية السورية، والمتمركزة بشكل أساسي في الأطراف الشمالية من منطقة الـ55 كم المحيطة بالتنف، حيث تستفيد من دعم أميركي في تنفيذ هجماتها ضدّ الجيش السوري على الطرقات الواصلة إلى محافظة دير الزور. وبحسب مصادر محلية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن الفصائل الموالية للقوات الأميركية، وخصوصاً منها «جيش مغاوير الثورة»، لا تمتلك رفاهية التخلّي عن مجموعات من مقاتليها لصالح الاشتراك في معارك ضدّ الجيش الروسي في أوكرانيا؛ فهي قليلة العدد، كما أنّ مقاتليها لا يمتلكون الخبرة القتالية مقارنةً بمجموعات «داعش» التي سبق لها القتال في ظروف مختلفة، ويمكن أن تشكّل فارقاً في المعركة.أمّا المجموعات الكردية، فتقول مصادر كردية، إلى «الأخبار»، إن أيّ طلب من واشنطن لنقل مقاتلين منها إلى الأراضي الأوكرانية سيكون محرجاً بالنسبة إليها، إذ إن ذلك سيوقعها في مشكلات مع قيادات «حزب العمال الكردستاني» التي اعتبرت أن «روسيا تشنّ حرباً ضدّ الإمبريالية العالمية في أوكرانيا». وتشير المصادر إلى أن مثل هذه الخطوة، إذا ما اتّخذتها «قسد»، فستكون بهدف كسب ودّ الحكومات الأوروبية، بما يعزّز من موقفها السياسي في الداخل السوري، وصولاً إلى إمكانية الاعتراف بها، كما تأمل، كـ«حكومة إقليمية». وتلفت المصادر إلى أن المعلومات المتوافرة لدى «قسد» تفيد بأن عدداً من المقاتلين الأجانب الذين كانوا إلى جانبها ضمن عمليات القتال ضدّ «داعش» تحت مسمّى «لواء الأجانب»، ومن بينهم مقاتلون أميركيون وآخرون من ألمانيا والدنمارك، يتواجدون الآن في أوكرانيا، مضيفة أنه «في حال طلبت واشنطن من «قسد» نقل مقاتلين أكراد، فإن ما يُعرف باسم (قوّة التدخل السريع HAT) ستكون الأكثر قرباً لتلبية النداء الأميركي، خصوصاً منها المجموعات التي تمّ تدريبها بإشراف واشنطن في معسكراتٍ مِن مِثل تل بيدر وصوامع صباح الخير والشدادي».