دمشق | تتعدّد التقارير الغربية حول نقل مقاتلين من سوريا إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب القوات الروسية، معتمِدةً في ذلك على رصد حركة طيران الشحن من وإلى قاعدة حميميم، من دون تبيان طبيعة حمولة الطيران. لكن إلى الآن، ترفض شُعب التجنيد السورية، وحتى مصادر السفارة الروسية في دمشق تأكيد صحّة تلك التقارير، مع استدراك من قِبَل الأخيرة مفاده أن نقل المقاتلين، إنْ حدث، لن يتمّ عن طريق المؤسسات الرسمية. أمّا على الأرض، فقد أعلن فصيل «صائدو داعش» الروسي، في الـ17 من الشهر الجاري، فتح باب الانتساب إلى صفوفه، من خلال التقدّم بالأوراق الثبوتية التي حدّدها في الإعلان، إلى مركز الفصيل في قرية الصايد في ريف حمص الشرقي، من غير إيضاح ما إذا كان الانتساب بهدف خوض دورة عمل جديدة في سوريا أو الانتقال إلى أوكرانيا، مع الإشارة هنا إلى ثبوت تواجد «صائدو داعش» ضمن المعارك الدائرة في أوكرانيا، من خلال مقاتلين من الجنسية الروسية. وتتحدّث مصادر مطّلعة، إلى «الأخبار»، عن نيّة الحكومة الروسية تشكيل فصيل «صائدو النازية»، من مقاتلين متمرّسين في قتال المدن والمواجهة من المسافة صفر، وهو ما ينطبق على المهام التي كان ينفّذها فصيل «صائدو داعش» في المعارك التي شارك فيها ضمن الحرب السورية، مثل معركتَي عقيربات في ريف حماة، وبعض مناطق دير الزور، لكن إلى الآن لا يوجد تأكيد أو نفي رسميّ لهذه المعلومات.
لا مشاركة في القتال إلّا لِمَن يرغب والراتب يُحدَّد بحسب الخبرة القتالية والاختصاص

وتواصلت «الأخبار» مع أحد الأشخاص الذي يقدّم نفسه على أنه «مندوب لحميميم»، والذي أكّد أنه يسجّل أسماء للمتطوّعين الراغبين في القتال في أوكرانيا، على أن يتمّ نقلهم من قاعدة حميميم جوّاً للمشاركة في أعمال «تثبيت نقاط» خلْف القوات الروسية والشيشانية، جازماً أن «لا مشاركة في القتال إلّا لِمَن يرغب». وأوضح المندوب المفترض أن «الراتب يُحدَّد بحسب الخبرة القتالية والاختصاص»، مبيّناً أن «المساحات الشاسعة التي تدور فيها المعارك تحتاج فيها القوات الروسية إلى مَن يقوم بمهمّة تثبيت النقاط، لتتمكّن من متابعة تقدّمها». ولا يكتفي «المندوب» بطلب الاسم لوحده، بل يريد «صوراً شخصية، وصورة عن الهوية، وصورة عن دفتر خدمة العلم»، كما لا يقبل بأخذ بيانات من عسكريين على رأس عملهم أو فارّين. وحين سؤاله عمّا إذا كان «السفر مضموناً»، يجيب بأن كلّ شيء قابل للحلّ. غير أن بعض التقارير الصادرة عن وسائل إعلام سورية محسوبة على المعارضة، تفيد بأن بعض الشبّان الذين رغبوا في القتال في أوكرانيا طمعاً في الرواتب التي رَاوحت قيمتها بحسب التقارير، ما بين 300 و3000 دولار أميركي، تعرّضوا للنصْب من أشخاص زعموا بأنهم «مندوبون»، وطلبوا بدلاً مالياً لضمان الموافقة على طلبات المتقدّمين.