مقالات مرتبطة
-
يأس روسي من المفاوضات: الحرب طويلة طويلة أحمد الحاج علي
أسباب «مشروعة»
يتحدّث وائل (اسم مستعار) عن تجربته السابقة في القتال مع روسيا على الأراضي الليبية العام الفائت. عندها، حصل على 6600 دولار لقاء قضائه 6 أشهر و18 يوماً في صفوف المقاتلين ضدّ تركيا، وهو الذي تطوّع كمدني ضمن الفِرق العسكرية الروسية التي حاربت في دير الزور (شمال سوريا) سابقاً. يمتدح أحمد (البالغ من العمر 24 عاماً) المعاملة التي يتلقّاها الجنود الروس والأجانب من قيادتهم، ويؤكد حرص أولئك القادة على عدم تعريض جنودهم للخطورة قدر الإمكان، على عكس ما يحدث عادةً في الحروب المحتدمة. كلّ ذلك دفع الشاب الذي يُعيل أسرته إلى التفكير بالسفر إلى أوكرانيا «لمشاركة الروس حربهم». ولذا، فقد تواصل مع «المندوب السرّي» المكلّف بجمع الأشخاص لمثل هذه الأعمال في منطقته في محافظة طرطوس، وسجّل اسمه في انتظار إبلاغه بالقبول وموعد الانطلاق.
الجهات التي تعمل على التجنيد تنسّق مع «اللجان الشعبية» و«كتائب البعث» و«الفيلق الخامس»
من جهته، يُجاهر نبيه (اسم مستعار) بأنّ المال هو الدافع الأساسي والأوّل وراء اختياره لهذا الطريق؛ فالعرْض المالي المغري (3000 دولار عن كلّ شهر، «بحسب الوعود»)، كافٍ، من وجهة نظره، لأن يجعله يحمل السلاح ويقاتل مع أيّ طرف، وهو الذي ما زال يؤجّل خدمة العلم الإلزامية في بلده حتى اليوم بذريعة الدراسة، وقد بلغ من العمر 26 عاماً. ولدى سؤاله عن احتمال مقتله في المعارك، يجيب بأن هذا الاحتمال ضعيفٌ، مُعلِّلاً ذلك بأنّ الروس بحاجة إلى حشد أكبر عدد من الجنود كنقاط تثبيت، وليس للقتال الفعلي والاقتحام، ويُضيف: «عدا عن ذلك سيحصل أهلي على تعويض مالي كبير يغنيهم عن لقب شهيد الذي لا يطعم خبزاً». يُعارض رأيَ نبيه (29 عاماً) أحدُ أصدقائه الذي سجّل أيضاً اسمه في قوائم الراغبين في السفر إلى أوكرانيا عن طريق المندوب ذاته في ريف محافظة حماة، معتبراً القتال مع الروس «ردّاً للجميل الذي على كلّ سوري أن يعترف به للحليف الروسي الذي ساعد سوريا في حربها سياسياً وعسكرياً ومادياً».