في إطار جولته في منطقة المحيط الهادئ، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، في طوكيو، اليوم، إطلاق شراكة اقتصادية جديدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تضم 13 دولة من بينها الولايات المتحدة واليابان، إنما مع استثناء الصين التي تعتبر أن استراتيجية الولايات المتّحدة هذه تهدف إلى إثارة الانقسام في المنطقة.
وكان بايدن قد أطلق جولته الآسيوية الخميس الماضي، على أن تستمرّ لخمسة أيام، في محاولة لإثبات أن واشنطن قادرة على التركيز على المسائل العالقة في منطقتَين معاً، أي أوروبا التي تعيش تبعات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ومنطقة المحيط الهادئ.

وتركّز هذه الاتفاقية، التي عُرفت باسم «الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطَين الهندي والهادئ»، والتي يرى مراقبون أنها تهدف إلى احتواء تقدّم الصين في هذه المنطقة، على مجالات تعتبر الولايات المتّحدة أنها «مهمّة في القرن الواحد والعشرين»، على غرار سلاسل التوريد والتجارة الرقمية والبنية التحتية للطاقة النظيفة ومكافحة الفساد.

وكانت إدارة الرئيس باراك أوباما، قد أطلقت «الشراكة العابرة للمحيط الهادئ»، في محاولة لترسيخ «القيادة الأميركية في المنطقة»، وهي اتفاقية تجارية شاملة تضمّ 12 دولة على حافة المحيط الهادئ، قبل أن ينسحب منها الرئيس السابق، دونالد ترامب، معلناً بذلك «نهاية حقبة الاتفاقيات التجارية متعددة الجنسيات».

ووصل بايدن إلى طوكيو، عقب مغادرته كوريا الجنوبية أمس، في زيارة طغت عليها «أهمية التعاون الاقتصادي والأمني»، ولفت فيها بايدن إلى أنّ «تقرير الاستخبارات الأميركية الذي تحدّث عن تجربة نووية محتملة قد تجريها كوريا الشمالية خلال زيارته لا يثير قلقه»، مؤكداً: «نحن مستعدون لأي خطوة قد تقوم بها كوريا الشمالية».

أمن اليابان
وخلال هذه الزيارة، أكّد بايدن «لصديقه الحميم» رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، أن الولايات المتحدة ملتزمة بشكل كامل بالدفاع عن اليابان، وسط تزايد حدّة التوترات مع الصين، وتداعيات العملية العسكرية الروسية.

كذلك، أعرب بايدن عن تأييده أن تصبح اليابان عضواً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية.

يأتي هذا في وقت تزايدت الدعوات، في الآونة الأخيرة، لإجراء إصلاحات في مجلس الأمن الدولي الذي يضم 15 عضواً، منهم خمسة أعضاء دائمين، هم الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا.

«استراتيجية مآلها الفشل»
وتعقيباً على هذه الجولة، اعتبر وزير الخارجية الصيني، في وقت سابق أمس، أن الاستراتيجية الديبلوماسية الأميركية في آسيا محكوم عليها بالفشل، بحسب ما نقلت عنه وكالة «شينخوا» الرسمية للأنباء.

واعتبر الوزير وانغ يي، أن «ما يُسمّى بـ(استراتيجية المحيطَين الهندي والهادئ)، هي في جوهرها استراتيجية لإثارة الانقسام والتحريض على المواجهة وتقويض السلام»، مشيراً إلى أنّه «بغض النظر عن كيفية تغليفها أو إخفائها، فإنها ستفشل حتماً في النهاية».

وأثناء تواجده في طوكيو، سينضمّ بايدن، غداً، إلى قادة أستراليا والهند واليابان، خلال قمة للتحالف الرباعي «كواد».

وأردف وانغ أن الولايات المتحدة تعمل على «تشكيل تكتّلات صغيرة باسم الحرية والانفتاح»، مشيراً إلى أنّ هدفها هو «احتواء الصين».

وتابع: «ما هو خطير فعلاً، هو أن الولايات المتحدة تستغلّ مسألة تايوان وبحر الصين الجنوبي لخلق فوضى في المنطقة».