ندّدت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، بإجراءات الصين التي زعمت أنها «مقلقة»، في تصريحات أمام البحّارة الأميركيين المتمركزين في اليابان، وذلك بعد أيام من تعهّد واشنطن بأن القوات الأميركية ستساعد في الدفاع عن تايوان في حال تعرّضها لهجوم.
وتابعت هاريس، في تصريحات مُعدّة سلفاً، خلال زيارتها لأكبر منشأة أميركية بحرية خارج الولايات المتحدة في يوكوسوكا قرب العاصمة اليابانية طوكيو: «الصين تقوّض العناصر الرئيسية للنظام الدولي القائم على القواعد».

وأضافت: «الصين استخدمت قوتها العسكرية والاقتصادية للضغط على جيرانها وترويعهم. شهدنا سلوكاً مقلقاً في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، وأخيراً استفزازات عبر مضيق تايوان».

وتأتي التصريحات ورحلة هاريس إلى آسيا بعد أيام من تعهد الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مقابلة أُذيعت يوم 18 أيلول بالدفاع عن الجزيرة، التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها، ضد أي «هجوم غير مسبوق».

يُشار إلى أنّ الولايات المتحدة تؤيّد سياسة «الصين الواحدة» التي تعترف رسمياً ببكين فقط، لكنها تُلزم، في المقابل، الحكومة الأميركية بتزويد تايوان بأسلحة ووسائل «الدفاع عن النفس».

وفي أعقاب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان في آب، أجرت الصين أكبر مناورات عسكرية لها على الإطلاق حول الجزيرة.

وتابعت هاريس أنّ القوات الأميركية ستواصل العمل في المنطقة «بشجاعة ومن دون خوف»، مؤكدةً: «سنواصل معارضة أي تغيير من جانب واحد للوضع الراهن... سنواصل دعم تايوان في الدفاع عن نفسها، بما يتفق مع سياستنا الراسخة. تايوان ديموقراطية نابضة بالحياة وتساهم في المصلحة العالمية، بدءاً من التكنولوجيا إلى الصحة وغير ذلك، وستواصل الولايات المتحدة توطيد علاقتها غير الرسمية بها».

وتهدف رحلة هاريس إلى اليابان، الحليف الإقليمي الأقرب إلى واشنطن، إلى «طمأنة الحلفاء والحدّ من حصول أي تصعيد». وقال مساعدون إن «هاريس ستعمل على التوصل إلى نهج موحّد لمواجهة هذا التحدي داخل المنطقة، حيث راقب القادة بقلق تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين».

وتضمّ القاعدة التي تحدّثت منها هاريس، 24 ألفاً من العاملين العسكريين والمدنيين الذين يمكن استدعاؤهم في حال تفجّر أي صراع إقليمي. كما أنها تضم حاملة الطائرات «رونالد ريغان»، التي تشارك حالياً في تدريبات مشتركة في كوريا الجنوبية، على أن تزور هاريس المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريّتَين غداً.

وكانت هاريس قد حضرت على رأس وفد أميركي للمشاركة في الجنازة الرسمية لرئيس الوزراء الياباني السابق، شينزو آبي، الذي دفع البلاد بعيداً عن المبادئ السلمية التي انتهجتها بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية.

ومن المتوقع أن يعقد بايدن أول اجتماع مباشر له بصفته رئيساً مع نظيره الصيني، شي جين بينغ، خلال اجتماع مجموعة العشرين في تشرين الثاني في إندونيسيا.