تظاهر الآلاف في مدن فرنسية عدة، احتجاجاً على مشروع قانون لإسقاط الجنسية عن مزدوجي الجنسية المدانين «بالإرهاب»، وعلى تمديد حالة الطوارئ في البلاد، قبل أيام من مناقشة البرلمان هذه القوانين.
واجتذبت باريس أكبر تلك التظاهرات، يوم أول من أمس، مع قيام 5500 محتج، وفقاً لتقدير الشرطة، بمسيرة من ميدان الجمهورية إلى ساحة «بالي رويال»، عابرة قلب باريس، وذلك في حين قال المنظمون إن 20 ألف شخص شاركوا في مسيرة باريس، في حين شهدت مدن مثل تولوز ومرسيليا مسيرات أصغر. ولبّى المتظاهرون دعوة جمعيات، بينها رابطة حقوق الانسان، ونقابات قالت في بيان مشترك إن الإجراءات الآنفة الذكر «تمس وتسيء لحرياتنا، باسم أمن مزعوم». وكانت هذه الإجراءات دفعت وزيرة العدل، كرستيان توبيرا، إلى الاستقالة يوم الأربعاء الماضي.
وتساءلت إحدى المتظاهرات «إلى متى ستستمر حالة الطوارئ؟ حتى القضاء على داعش؟ بعد عشر سنوات؟ كلا، يجب إنهاء هذا الوضع، خصوصاً أن ترسانتنا القانونية كافية». ورأت متظاهرة أخرى أن مشروع إسقاط الجنسية عن المدانين بالإرهاب، والذي لن يطبّق إلا على مزدوجي الجنسية، «إجراء عنصري، مفاده أن البعض فرنسي أكثر من البعض الآخر».
إسقاط الجنسية «إجراء عنصري، مفاده أن البعض فرنسي أكثر من البعض الآخر»

وأظهرت استطلاعات للرأي أن نسباً كبيرة من الشعب الفرنسي تؤيد الحكومة الاشتراكية في إجراءات الطوارئ وإسقاط الجنسية، وهي الإجراءات نفسها التي أثارت غضب حلفاء يساريين للحزب الحاكم، من بين شرائح اجتماعية أخرى. ويقول معارضو هذه الإجراءات إن زيادة سلطات الشرطة والقيود المفروضة على التجمعات العامة تُلحق الضرر بالديمقراطية، وهي غير فعالة في معالجة التهديدات «الإرهابية».
وفي سياقٍ متصل، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، غداة اجتماعه ببرلين مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، يوم أول من أمس، «إن أولئك الذين يرغبون في تدمير شنغن (اتفاقية العبور بين معظم الدول الأوروبية للمواطنين) يأملون في تدمير أوروبا، ونحن لن ندعهم يفعلون ذلك». ودفعت موجات اللاجئين بالعديد من الدول الأوروبية إلى الحد من حرية الحركة على حدودها، فيما تهدد الازمة اتفاقيات «شنغن» التي تنص على إلغاء كل مراقبة على الحدود الداخلية لفضاء شنغن.
وفي سياقٍ آخر، وصل الرئيس الكوبي راوول كاسترو إلى باريس يوم أول من أمس، قبل يومين على بدء زيارة رسمية يلتقي خلالها نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند. وقال مسؤولون فرنسيون، لدى الإعلان عن هذه الزيارة في 19 من الشهر الجاري، إنها ستشكل «مرحلة جديدة في تعزيز العلاقات بين البلدين»، بعد زيارة الدولة التي قام بها هولاند لكوبا في أيار الماضي، والتي كانت الأولى لرئيس دولة غربي خلال أكثر من 50 عاماً.

(الأخبار، رويترز، أ ف ب)